موضوع: أبونا بترونيوس السريانى الأربعاء أكتوبر 15, 2014 9:51 pm
* انظروا إلى نهاية سيرتهم فتمثلوا بإيمانهم" (عب7:13 ) *
نشأته
ولد الراهب بترونيوس السرياني في محافظة القاهرة بمستشفي القبطي بشارع رمسيس في الأول من يونيو عام 1981 عيد دخول السيد المسيح ارض مصر و كان اسمه بالميلاد: ريمون رشدي شفيق و تفسير اسم ريمون "نور العالم" وسار علي خطي الأنبا انطونيوس الأنبا باخوميوس حتي وصل الي اعلي درجات القداسة في سن صغيرة للغاية و بأعتراف شهداء الكنيسة أنفسهم كما سنري
دراسته تفوق الشاب المبارك ريمون في دراسته في جميع المراحل الدراسية حيث كان دائما من الأوائل في مدرسته و كان متميزا بين طلاب المدرسة بأخلاقه العالية الي جانب نبوغه الدراسي و حصل عام 1999م علي الشهادة الثانوية بمجموع 97.5 و التحق بكلية الطب جامعة عين شمس و تخرّج بتقدير عام جيد جدا مع مرتبة الشرف فكان مثالا للشاب المسيحي الناجح و المتفوق. الذي يمجد دائما اسم الله في حياته.
عمله أنضم الطبيب الشاب ريمون للعمل في مستشفي الحياة و عرفه جميع الأطباء و العاملين بالمستشفي بالملاك فكانت روحه كروح ملاك لا يسمع احد صوته و كان هاديء و وديع و يخدم في المستشفي بكل حب و امانة و لكثرة تردد الرهبان و الراهبات علي المستشفي باستمرار احب خدمتهم و ارتبط بهم ارتباطا قويا و كان يحلو له ان يقترب منهم و يتعرّف عليهم و من شدة حبه لهم كان احيانا يجلس 24 ساعة في المستشفي و في غير الوقت المخصص له لكي يطمئن بنفسه ان كل الرهبان و الراهبات سوف يعاملون معاملة جيدة و لكي يقدم لهم الخدمات العلاجية و غير العلاجية بنفسه
أستكمال دراسته قام الطبيب ريمون بتحضير رسالة الماجستير في جراحة القلب و اجتاز جميع الامتحانات بنجاح و في آخر مادة له كلّمه نيافة الحبر الجليل الانبا متاؤس اسقف و رئيس دير السريان قبل الأمتحان و قال له :"هل تريد ان تترهب و تأتي الي الدير الآن و لا تنتظر بعد الامتحان ؟" فرد الدكتور ريمون فرحا بلا تفكير :"الآن يا سيدنا" و كان اختبار له لمعرفة شدة تعلّقه بالدير و حبه و اشتياقه للرهبنة و نجح فيه بأمتياز كعادته
علاقته بالقديسين و حينما كان يعمل طبيبا في مستشفي الحياة تقابل مع شقيقة تماف ايريني "امنا تريفينا" و حينما رأته اخبرته انها رأت العذراء مريم و ابونا بيشوي كامل بجانبه و تنبأت له بالرهبنة و كانت تلك ثاني نبوءة عن رهبنته. كما عرف ابونا بترونيوس ابونا فلتاؤس السرياني عن طريق عمله في مستشفي الحياة و ارتبط به بشدة و احبه حبا شديدا و كان يلغي جميع نبطشياته لحبه الشديد له و أثّر فيه كثيرا في حياته الروحية و تنبأ له بخروجه من الجيش و بالفعل قبل الفحص الطبي أخذ ابونا اعفاء من الجيش و حين ذهب ليخبر ابونا فلتاؤس بتحقيق نبوءته فوجيء بابونا فلتاؤس يقول له: "هات شنطتك و روح الدير"و بالفعل تحققت تلك النبوءة.
دخوله الدير دخل الشاب ريمون الي دير السريان العامر و تحقق له مشتهي قلبه ظل ثلاثة سنوات تحت الأختبار و حمل اسم " الأخ ايلياس "كان نموذجا للطهارة و المحبة و الوداعة و الاتضاع و الخدمة النشيطة الباذلة لم يدّخر جهدا في علاج الآباء الرهبان المرضي و رعايتهم افضل رعاية فكان يبذل و يبذل دون ان يهتم اطلاقا براحته الشخصية تمت رسامته راهبا باسم ابونا بترونيوس السرياني يوم 28 يونيو2013
خدمة أبونا فى الدير كان يعمل بعيادة الدير و يخدم الآباء علي قدر مجهوده و فوق مجهوده احيانا فكان يذهب للمحتاج و يخدمه قدر ما يستطيع و لو عاتبه أي شخص انه اتصل به و لم يرد عليه كان يعتذر بشدة و يذهب اليه أكثر من مرة و لا يبرر موقفه رغم انه كانسان طبيعي يحتاج الي الراحة و لكنه لم يكن له وقت بعينه يرتاح فيه.
معرفته بوقت نياحته استمر ابونا بترونيوس مداوما علي حضور القداسات الالهية بصفة يومية و التناول من الأسرار المقدسة طوال فترة حياته بالدير و كان آخر قداس له يوم الجمعة الموافق 4|7|2014 بالدير وقال لاحد الآباء " ايام غربتي علي الأرض علي وشك الانتهاء". وقال لأحد الآباء الاخرين : " ان هذا سوف يكون آخر قداس يصليه معهم و انه نازل الي القاهرة بلا عودة لأنه سوف ينتقل الي السماء"يا للعجب فلقد وصل ابونا بترونيوس الي درجة عالية من الشفافية و التي جعلته يعلم وقت انتقاله من هذا العالم ذهب ابونا بترونيوس و اعترف و أخذ الحل و نزل الي القاهرة مساء يوم الجمعة و عندما وصل الي القاهرة اتصل بأخيه لكي يكون في استقباله و مكث في القاهرة لكي يودع اسرته من يوم الجمعة الي يوم الأثنين و الغريب ان حقيبة ابونا بترونيوس كان مكتوبا عليها شيء غريب لم يدركه احد الا بعد نياحته و هي تلك الآية: " طوبي لمن اخترته و قبلته يا رب ليسكن في ديارك الي الأبد" و علي الحقيبة صورة السيدة العذراء و ايضا المثير للدهشة وجود صورة بداخل الحقيبة مكتوبا عليها: " خير لي ان اترك هذا العالم الفاني قبل ان يتركني"فكانت كل هذه الاشارات تنبؤات من ابونا بترونيوس عن قرب نياحته .
اللحظات الأخيرة في حياة ابونا بترونيوس السرياني في منتصف ليلة يوم الأثنين 7|7|2014 شعر أبونا بترونيوس بالم شديد بصدره و لكنه بدأ يتظاهر و كأنه لا يعاني من أي شيء لكي لا يدع من حوله يخاف و لكي يطمئن الجميع ولكن بقياس ضغط الدم لأبونا قد هبط بدرجة مفزعة حتي وصل الي (50|60) و بدأ يحدث السيدة العذراء مريم قائلأ «يا عدرا يا تريحي نفسي يا تاخديه عندك "و عندما رأي الطبيب هذا الضغط بدأ باعطائه حقن لترفع الضغط جاءت عربة الاسعاف و حمله اخيه مع طاقم الاسعاف الي العربة و نزل ابونا الي العربة و بدأت مسيرتها الي المستشفي و لكن الغريب و المثير للدهشة ان الضغط بدأ ينتظم علي شاشات الاسعاف حتي وصل الي (70|110) و هي نسبة طبيعية جدا و بدأ مينا في التحدث مع ابونا قائلا "لا تقلق يا ابونا الحمد لله الضغط بقي تمام و انت الآن بسلام" فقال له ابونا "انا خلاص بودّع يا مينا"فتعجّب مينا و قال له "انت بتقول ايه انا بقولك الضغط بقي كويس" و اعاد ابونا كلمته مرة اخري "انا خلاص بودع" ثم سقطت يديه علي الأرض و كان قد وصل الي المستشفي و كانت عينيه ناظرة الي السماء و كأنه كان يري شيئا و من الواضح ان السيدة العذراء قد سمعت ندائه لها بأن يسكن معها الي مدي الأيام فمن شدة تعلّقه بها و حبه لها لم يكفيه ان يبقي بالدير الذي يحمل اسمها و لكنه انطلق بجوارها الي الأبد في احضان السماء و انطلقت روحه الطاهرة بسلام و بدون أي حركة تدل علي الموت او تشنج بل أغمض عينيه بسلام و كأنه قد نام
تعزيات السماء في حياة ابونا بترونيوس
سلم صاعد الي السماء يحكي احد الآباء ان ابونا بترونيوس حكي له في مرة قبل نياحته بثلاثة اسابيع انه رأي رؤيا انه طالع علي سلم طويل للسماء و لكنه طالع بالراحة و ببطء فشدّته السيدة العذراء مريم بسرعة للسماء و قال انه يشعر انه لن يعيش في عالمنا الفاني كثيرا
مع البابا شنودة و ابونا فلتاؤس حكي ابونا بترونيوس لأحد المقرّبين اليه انه رأي في حلم ذات مرة قداسة البابا شنودة الثالث و ابونا فلتاؤس السرياني يلبسونه تونية بيضاء جميلة و يباركون له علي شيء و لكنه لم يكن يعرف انهم يبشرونه بمجيئه للسماء وسطهم.
اكاليل كثيرة و في اليوم الثاني بعد نياحته حكي احد المقرّبين من ابونا و هو اخو المتنيح ابونا اسطفانوس انه رأي ابونا بترونيوس في السماء يرتدي تونية بيضاء جميلة و علي رأسه اكاليل كثيرة و الملائكة يلتفون حوله.
ابونا بترونيوس مع الشهيد ابو سيفين و في اليوم الثالث بعد النياحة قال احد الآباء انه رأي في رؤيا الشهيد العظيم ابو سيفين و معه ابونا بترونيوس في حضنه فسأله الأب : لماذا اخذتم ابونا بترونيوس هكذا في سن صغير؟ فأجابه الشهيد ابو سيفين: "لنقاء قلبه و لأنه كان راهب بسيط و طيب القلب و لكي تصلوا لنقاء قلبه و مكانه في السماء عليكم الجهاد سنوات و سنوات عدة و اعلموا ان مجيء الرب قريب علي الأبواب و توبوا لأنه قد اقترب المجيء الثاني و ابلغوا كل الرهبان و الراهبات و الكهنة و العلمانيين ان يتوبوا "كل هذه التعزيات الجميلة من السماء لكي نطمئن و نعلم ان مكانة ابينا المتنيح ابونا بترونيوس ملاك دير السريان مكانة عظيمة بين القديسين الأطهار