لا تُصغِ إلى أمور العالم كأنه هو هدفك حتى يمكنك أن تخلص، ولا يكُن لك في هذا العالم رجاء لئلاّ يبطل رجاؤك في الله. اُمقت أقاويل العالم لكي يعاين قلبك الله. داوم الصلاة في كل حين ليستنير قلبك بالله، لا تحب البطالة لئلاّ تحزن، أتعب جسمك حتى لا تخزى في قيامة الصدِّيقين.
احفظ لسانك لتسكن في قلبك مخافة الله. أعطِ المحتاجين بسخاءٍ لئلاّ تخجل بين القديسين وتفوتك خيراتهم. اُمقت شهوة الأطعمة لئلاّ يحيط بك عماليق. كُنْ متيقّظًا في صلاتك لئلاّ تأكلك السباع الخفية. لا تحب الخمر لئلاّ يحرمك من مسرة الله. حِبّ المساكين لكي تنجو في أوان الشدّة. كُنْ مشتاقًا إلى القديسين لكي تأكلك غيرة أعمالهم. اذكر ملكوت السماء لتتحرك فيك شهوتها. تفكّر في نار جهنم لكي تمقت أعمالها.
الذي يريد كرامة الرب (أي تكريمه) يتفرّغ لطهارة نفسه من الدنس. إن كنا نملّ فنحن نشهد على أنفسنا أن الهزيمة هي منا نحن. مَنْ يُحقِّر ذاته ولا يعتبر نفسه شيئًا يكون مواظبًا على تحقيق مشيئة الله، ومَنْ يحب أن يطرح كلامه وسط الجماعة فقد دلَّ بذلك على أن مخافة الله ليست فيه، لأن مخافة الله هي حفظ ومعونة للعقل كما أن الملك هو معين لمن يطيعه، أما الذين يريدون أن يقتنوا الصلاح فهم إذا سقطوا لا تصغر نفوسهم بل يقومون بنشاط واهتمام بالأعمال الصالحة.
القديس القوي الأنبا موسى الأسود