موضوع: كمالة موضوع + قصة الصليب والعثور عليه الجمعة مارس 20, 2015 8:56 am
+ الصليب في العهد الجديد =-=-=-=-=-=-=-=-=-=- في العهد الجديد ترد كلمة الصليب في عدة مواضع وبمعان عديدة. يرد اولاً على لسان يسوع: "ومن لا يحمل صليبه ويتبعني فما يستحقني" (متى:10:83). وبعد قيامة يسوع ترد كلمة الصليب على لسان الملائكة، فعندما خاطب الملاك المبشر بالقيامة المريمات قال "إنكما تطلبان يسوع المصلوب. انه ليس هنا، لكنه قد قام كما قال" (متى:5:28) وهكذا سماه بالمصلوب مع انه قد قام. وكذلك يظهر تكريم الرسل للصليب في رسائلهم وتبشيرهم بالرغم من انهم لم يهتموا بالبحث عن عود الصليب. فمثلاً في كرازة القديس بطرس نراه يقول لليهود "يسوع الذي صلبتموه انتم" وكذلك نجد بولس يقول " حاشا لي ان افتخر الا بصليب ربنا يسوع المسيح الذي به صلب العالم لي وانا للعالم" (غل:14:6)، "ومع المسيح صلبت فاحيا لا انا بل المسيح يحيا في" (غل:20:2). "لأني لم اعزم ان اعرف شيئاً بينكم، إلا يسوع المسيح وإياه مصلوباً" (1كو:2:2). تهتم الكنيسة بالصليب اهتماماً عظيماً ، وكيف لها أن تفعل غير ذلك؟ فالصليب هو موضع الحب الإلهي للبشرية جمعاء ، حيث أظهر الله قمة محبته لنا فبذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية (يو 3 : 16).
فكلمة الصليب تعنى كل عمل الفداء الذي أكمله الرب يسوع بموته الكفاري ، فهو مات لأجل خطايانا مسمراً على صليب العار لكي يهبنا حياة المجد والفخار. حتى أن الرسول بولس في كرازته لم يعزم أن يعرف شيئاً إلا " يسوع المسيح وإياه مصلوباً" (1 كو 2 : 2).
كما أن كلمة الصليب تعني عمل المصالحة ، صالح السماء مع الأرض. صالح اليهود مع الأمم، بل وصالح الكل لنفسه عاملاً الصلح بدم صليبه (كو 1 : 20).
والصليب هو علامة الانتصار حيث جرد الابن الحبيب قوات الشر الروحية من رياسات وسلاطين شيطانية جهاراً " ظافراً بهم فيه (في الصليب)" ، ماحياً صك إدانتنا الذي كان ضداً لنا "مسمراً إياه بالصليب" (كو 2 : 15 ، 14).
والصليب بالنسبة لنا هو موقع تجلي "قوة الله وحكمة الله" (1 كو 1 : 24). فقد استطاع عن طريقه أن يحل مشكلة الإنسان بطريقة فائقة ، ويعيده إلى رتبته الأولى. لم يكن أحد غيره يستطيع أن يفكر بهذه الطريقة... أن يحمل الابن لعنتنا وخطيتنا بقوة عظيمة وحكمة رائعة حينما وهبنا الخلاص الذي لا يقدر غيره أن يعد به أو يهبه ، لأنه ليس بأحد غيره الخلاص.
وقد اهتم الكتاب المقدس كثيراً بالصليب فوردت كلمة الصليب 28 مرة في العهد الجديد ، وورد فعل الصلب 46 مرة.
وكلمة صليب staurov تدل على أداة التعذيب والعقاب والإعدام المصنوعة من عمود خشبي يعلق عليه الشخص حتى يموت من الجوع والإجهاد. وقد تطور الصليب حتى أخذ الشكل المألوف لنا في عصر الرومان فصار مكونا من عمود خشبي مثبتا في طرفه الأعلى خشبه مستعرضة لتشد عليها يدي المصلوب وتسمر بها ، أو تربط بالحبال.
وهنا نرى الله في محبته ، وكيف يستخدم تطور آلة التعذيب في إعلان محبته ، ففي اليدين المفتوحتين على الصليب يعلن قبوله للجميع، يعلن أن خلاصه ليس قاصراً على فرد بعينه أو على شعب بمفرده بل هو خلاص للجميع كما يقول :"وأنا إن ارتفعت عن الأرض أجذب إليَّ الجميع" (يو 12 : 32).
أما عن طريقة الصليب فيمكننا أن نتعرف عليها تماماً عن طريق الاكتشافات الأثرية فقد كشف فريق من الأثريين - في صيف 1968- عن أربعة قبور يهودية في "رأس المصارف" بالقرب من أورشليم، وكان أحدها يحتوي على صندوق به هيكل عظمى لشاب مات مصلوبا ويرجع تاريخه إلى ما بين 7 ، 66م. كما تدل عليه الأواني الفخارية – من عصر الهيرودسيين- التي وجدت في القبر ومنقوش على الصندوق اسم "يوحانان". وقد أُجريت أبحاث دقيقة عن أسباب وطبيعة موته، مما قد يلقي بعض الضوء على كيفية صلب ربنا يسوع المسيح.
كان ذراعا الرجل مسمرتين إلى خشبة الصليب. والأرجح أن ثقل الجسم كان يرتكز عند العجز على قطعة من الخشب بارزة مثبتة إلى قائم الصليب. وكان الساقان منحنيين عند الركبتين إلى الخلف، والكاحلان مثبتين بمسمار واحد إلى قائم الصليب. وقد ثبت من شظية وجدت من بقايا الصليب، أنه كان مصنوعاً من خشب الزيتون. وكان الساقان مكسورين كما يبدو أن بضربة عنيفة مثلما حدث مع اللصين اللذين صلبا مع يسوع (يو 19: 32).
ويبدو أن طريقة الصلب كانت تختلف من منطقة إلى أخرى في الإمبراطورية الرومانية الواسعة. ويبدو أن العملية كانت من القسوة والفظاعة حتى استنكف كُتَّاب ذلك العصر من إعطاء وصف تفصيلي لها، فكانت تعتبر من أقصى وأبشع وسائل العقاب. ولكن الرب وضع نفسه وأطاع حتى الموت، موت الصليب ( في 2: .
أما الكنيسة المجيدة فتعيد للصليب عيدين ، أولهما في يوم 17 توت وهو تذكار الاحتفال بالصليب المجيد بكنيسة القيامة سنة 43 للشهداء في عهد الملك قسطنطين البار. وجميعنا يعرف قصة اكتشاف الصليب على يد الملكة هيلانة حينما استطاعت عن طريق نفوذها أن تعرف مكانه تحت الكومة التي أراد اليهود أن يهربوا من جريمتهم بتكويمها فوق صليب المخلص، ليتخلصوا من العجائب الكثيرة التي صنعها المخلص بصليبه.
ومن قصص السنكسار الجميلة قصة اسحق السامري وتقول: غدا لنا بقية