موضوع: ابونا مكاريوس الانبا بولا الجمعة يوليو 24, 2015 1:52 pm
ذبيحة حب :ابونا مكاريوس الانبا بولا ++++++++++++++++++++
ولد أبونا مكار يوس فى 3/10/1944 بمدينهالسنبلاوين التابعة لمحافظه الدقهليه، وكان يدعى صبحى، وقد نشأ الطفل صبحى بينأبوين تقيين ملتصقين بالكنيسة، فأبوه الشماس عبد المسيح يوسف كان خادما بالتربيةالكنسية بالسنبلاوين، وتتلمذ على يديه أبناء منهم من صاروا كهنة. كان الطفلصبحى يمتاز بالهدوء والوداعة رقيقا مملوءا بالسلام، كانت تراوده فكره الرهبنة منذصغره الى أن أعلن عنها وهو فى السنة الثانية الثانوي لكن أهله رفضوا الفكرة فى ذلكالوقت.التحق الشاب صبحى بكلية الهندسة جامعه أسيوط عام 1962، وأقام فى بيتالطلبة المغتربين فاختار حجره داخليه(مساحتها 2× 3متر كانت مطبخاً) ملأها بصورالمسيح والقديسين … وعلى الرغم من أن بيت الطلبة هذا كان يسكنه الكثيرون مسيحيونومسلمون شديدي التدين إلا انه كان محبوباً من الكل دون استثناء فقد كان ذا شخصيهمميزه تختلف عن كثيرين، كان الشاب صبحى مملوء محبه ووداعه وسلام بطبيعته دون تكلف، لم يره أحد قط غاضباً أو منفعلاً كله سماحه، لسانه حلو، كلامه جميل وسهل ومريحوبسيط.(هذه المعلومات من أحد زملاء أبونا مكاريوس أثناء الدراسة بالكلية). تخرج الشاب صبحى عام 1967 والتحق بسلاح المهندسين فى16/7/1968، وحدث أثناءتواجده بمدينه بور فؤاد أثناء حرب الاٍستنزاف أن انفجر فيه لغم ( من المعروف انهقلما ينجو أحد من انفجار لغم ) لكن مشيئة الله أن ينجو منالموت، وتكون نتيجةالاٍصابه أن تم بتر الطرف السفلى حتى أعلى الفخذ كما تم بتر إبهام ووسطى وسبابهاليد اليمنى، لكن قوه إيمانه جعلته يحتمل هذه التجربة المريرة فى شبابه إذ كانعمره أقل من 26 عاما، فكان من يراه يجده شاكراً متهللا رغم إصابته .
خدمته بكنيسة السيدة العذراء بالزيتون:
بعدانتهاء مده خدمته فى 1/10/1971 أقام بشقه بمنطقه حدائق الزيتون، وكانت فرصه عظيمةليخدم بكنيسة السيدة العذراء بالزيتون، فكان خادما مثالياً نشيطاً يخدم بكل قلبهفى حب وتضحية وإنكار ذات.. حازماً بطريقه هادئة تجعل المخطئ يخجل من نفسه، يذهبللاٍفتقاد عده مرات فى الأسبوع ويصعد الى الأدوار العليا فى بيوت لا يوجد بها أسانسير، يشارك مخدوميه من فتيان إعدادي لعبهم ويحتمل مشاغبا تهم ومتاعبهم.. وقدتتلمذ على يديه الكثيرين ممن صاروا كهنة وخدام غيورين . وكان فىالجراج المقابلللكنيسة الصغرى (مكان كتدرائيه العذراء حالياً) مبنى قام والده (والد أبونامكاريوس) بإعداده وبنى مذبحاً ليصير كنيسة للتربية الكنسية باٍسم القديس أثناثيوس.... وكان هناك خادماً يسكن بجوار الكنيسة بالدور الخامس عهدوا اليه بحفظ الأوانيالمقدسة، فكان المهندس صبحى يصعد اليه (رغم إصابته) ليحضر الأوانى .
رهبنتـه:
تعرف المهندس صبحى عند بعضأقاربه على القمص أغاثونالسريانىوالذى صار مرشده ومعلمه وأب اٍعترافه، وفى يوم20/8/1976 ذهب المهندس صبحى مع معلمه نيافة الأنبا أغاثونالى دير الأنبا بولاللترهب، واجتاز جميع الاختبارات بنجاح، حتى انه فى أحد هذه الاٍختبارات وأثناءزيارة أسرته له لأول مره بعد دخوله الدير أن طلب منه رئيس الدير أن يكنس ويمسحالمكان الذى كانت تجلس فيه أسرته، وبكل اتضاع نفذ ما طلبه منه رئيس الدير. وفى 17/12/1976 ترهب باٍسم مكاريوس، وفى 23/3/1977 سيم قساً، ثم قمصاً فى 5/6/1977 حيث أصبح أميناً للدير .
تواضعـه:
كان أبونا مكاريوسفى قمةالاٍتضاع ، لايُشعر أحد بأنه ربيته (أمين الدير وا لمسئول عنه) فكان يستقبلالقادمين من السير لمسافات طويلة ويصمم أن يغسل أرجلهم بنفسه (وقد حدث مع تلاميذهمن التربية االكنسيه بالزيتون والذين خجلوا كيف أن معلمهم وأمين الدير يغسل أرجلهمبنفسه(.
اهتمامه بنمو الديـر:
كانأبونا مكاريوس سببا فى تعمير الدير، فقاد حركه عمرانية بنفسه كمهندس صمم ونفذإنشاءات الدير وكان يتابع العمل ويقف مع العمال بنفسه وكان ينفذ البناء بأقلالتكاليف، فكان يستعمل الحجارة ومونه الطفلة من الجبل للبناء، كما قام بتنفيذجميع الإنشاءات خارج سور الدير . خدمته بمدينهالاٍسماعيليه :
ذهب أبونا مكاريوس للخدمة بمدينه الاٍسماعيليه عام 1988 حيث أقام بكنيسة الأنبا بولا بالمدافن، وقد نمت الخدمة بالكنيسة على يدهنمواً كبيراً إذ كان يفتح قلبه وعقله للجميع، وكثر تردد الناس من ذوى الاٍحتياجاتوالمشاكل فكان لا يرد أحد مهما بلغ به التعب الى أن أشفق عليه الأنبا أغاثون)مطران الاٍسماعيليهفى ذلك الوقت ) وأخذه للاٍقامه معه فى مقر المطرانية (كنيسةمار جرجس) ليحد من تردد الناس عليه.إلا أن الناس ظلت تتردد عليه تتزود من محبته .
عودته للقاهرة :
فى عام 1993 أصيب أبونامكاريوس بتليف الكبد فعاد للاٍقامه بمقر دير الأنبا بولا بأرض الجولفبالقاهرة ،وفى نفس العام سافر الى ألمانيا للعلاج وظل هناك حتى 29/6/1994 وهناك كان المسيحالذى فيه يجتذب الكثيرين الذين وجدوا فى أبونا مكاريوس قلبا محبا متسعا للجميع ،الى أن عاد من ألمانيا ليقيم مره أخرى بمقر الدير بأرض الجولف حيث لم يكن يتردد علىالمقر سوى عدد قليل ، لكن القمص مكاريوس بإقامته هناك وصلواته وروحه الوديع الهادئومحبته وطول أناته واهتمامه بالجميع الصغير قبل الكبير استطاع أن يجذب للرب شعباًكثيرا رأى المسيح فى القمص مكاريوس ، فكان لا يكل عن أن يحل مشاكل أبنائه وخاصةالخلافات الزوجية إذ كان يعتبر أن استقرار الأسرة هو استقرار للكنيسة ، كما اٍهتماهتماما كبيرا بالفقراء فكان يطلب ممن يتولون توصيل احتياجاتهم ألا يتأخروا ولوليوم واحد عليهم .
حياه الصلاةوالقداساتالمستمرة :
كانت حياه أبونا مكاريوس حياه صلاه مستمرة ، وعندما يصلى القداسات كانيسكب نفسه سكيباً ، وكان من فرط استغراقه فى الصلاة تشعر وكأن عقله قد أختطفالىالسماء ، كما كانت تحدث ظواهر روحيه أثناء قيامه بالصلاة . + يروى المهندس/ حلمي مفتاح أنه أثناء قيام أبونامكاريوس برفع البخور على مذبح العذراء ، وأثناء دورته حول المذبح بالشوريه تجمعتسحب البخور الصاعدة من الشوريه حول كرسي المذبح الذى يحتضن الكأس المقدس ، وكانتتصعد الى أعلى فى شكل حلقات دائرية فى منظر خلاب أمام أعين الكل حتى الصغار شاهدوها. + ويروى أيضا ابيدياكون مهندس/ غطاس نان بأنهيوم ما أثناء قيام أبونا مكاريوس بالصلاة يوم أحد المفلوج أن سحابه بيضاء كانت تحوموتتحرك فوق المذبح طوال فتره القداس، وعندما أخبر الشماس أبونا بتلك الظاهرة قالله لا تتكلم يا غطاس . حتى وهو فى قمة تعبه الجسدي كانت روحه نشيطه، ففي يوم 12/12 قبل نياحته بأيام قام أبونا مكاريوس بحضور صلاه سبعه وأربعه بكنيسة الأنبابولا وظل واقفا من الساعة السادسة مساءا حتى الثالثة فجرا ودخل حجرته الساعة 3.15وخرج منها الساعة 5.30 صباحا ليصلى القداس كاملا بمفرده، ثم خرج بعد القداس لعملمشوار ما، وقد ظل أبونا مكاريوس يصلى حتى صلى آخر قداس يوم 20/12/1998 وهو فى قمةالتعب، ولازم الفراش بعدها حتى انتقاله يوم الخميس 24/12/1998. فمن أين أتى أبونا بتلك القوه التى فوق الطبيعة البشرية … إنهاقوه الروح الملتهبة حباً لخالقها.
علمه بموعد نياحته :
كان أبونا مكاريوسعلى علم بموعد نياحته .. فقد صرح لأحد أقاربه منذ بداية عام 1998 بأنه سينتقل هذاالعام . فى حديث مع أحد أصدقاءه (المهندس صلاح مزيد ) قبل انتقاله بأيام وقد كانهذا الصديق يطلب مقابله أبونا الذى قال له ( ممكن تيجي يوم الخميس أو الجمعة ، لكن [افتكرأوعى تيجي يوم السبت لأنك مش هاتلاقينى )وقد كرر أبونا هذا القول مرتين ، وقد تحقق هذا ، اذفىحوالى الساعةالسابعة مساء يوم الخميس 24/12/1998 انطلقت روحه ليعاين مجد السماء ، وظل بالمستشفىيوم الخميس، وجاء الى كنيسته يوم الجمعة ليراه أحباؤه، وفى يوم السبت استقر جسدهبطافوس(مقبرة ) الدير.
قالوا عن أبونا مكاريوس:
++ روى الطبيب مجدي نصيف حبيب وكان ضابطاحتياط بإحدى المستشفيات العسكرية : فى أحد الليالي أثناء نوبتجيتى بالمستشفىوبعد أن هدأت الحركة ونام أكثر المرضى قمت بالمرور مع بعض الزملاء ، وفى قسم الضباطالمصابين وعلى ضوء خافت ، فوجئنا بأحد الضباط يقف على قدم واحدة رافعا يديه ومتجهابنظره الى فوق ، وتطول مده وقوفنا ونحن مبهورين بهذا المنظر النورانى لهذا الشابالوسيم الطلعة الملائكى القسمات الذى يشكر الله على كل شيئ حتى على فقده جزءاً هامامن جسده ، فتعلمنا الكثير من هذا الدرس الصامت فى تواضع بدون اٍعلانات. ++يروى أحد آباء كهنة القاهرة : ( يكفيني أن أتطلع الىوجه قدسك يا أبى ) كانت هذه هىأفكارى وأنا أرافق أبونا مكاريوسفى أحد الأيام مندير الأنبا بولا الى عزبة الدير بقرية بوش لاٍحضار بعض العمال للدير ، وكان أبونامكاريوس يتأمل فى محبه الله ويتكلم بعظائم الله ونعمته فى هدوء وتأن عجيب ، كانيصمت قليلا ثم يواصل الحديث فى تأملات عميقة وكان وجهه ينطق بسلام عجيب وفمه يتكلممن فضله ذلك القلب المملوء بهذا السلام ، أما أنا ( الأب الكاهن ) فيقول اعتدلت فىجلستى بجانبه حتى أتمتع برؤيته ، ولزمت الصمت التام طيلة تلك الساعات وقد فاض علىٌسلامه الذى كالنهر هو ، وقد مرت علىٌ الساعات بسرعة عجيب د ون أن أدرىبالطريق
وكثيرين وكثرين ممن عاينوك يا أبانا الطوباوىيروون الكثير عنك والذى يحتاج الى صفحات وصفحات لكتابتها ، بركتك وصلاتك التىترفعها عنا فى الفردوس تكن معنا كلنا آمين —