المسيحية وشرب الخمر
الراهب/عزرا الانبابيشوي
************************
تحتفل الكنيسة ضمن اعيادها بعرس قانا الجليل. هذا العرس الذي حول فيه السيد المسيح الماء إلى خمر.ومن هنا ظهرت بعض الآراء القائلة أن هذه المعجزة اكبر دليل على أن المسيحية تشجع على شرب الخمر والفساد. وهذا إدعاء باطل نحن لا نقبله. وللتوضيح نقول الآتي.
+كلمة خمر في الأصل العبري لها لفظين.
(ياين ) وهو الخمر بوجه عام
(تيروش ). وهو عصير الفاكهة الطازج الغير مختمر. وهذا النوع ليس له تأثير مسكر.
+السيد المسيح في عرس قانا الجليل حول الماء إلى (تيروش). وليس إلى خمر مسكر.
+القصة تقول أن هناك عرس في مدينة قانا الجليل والسيد المسيح وتلاميذه والسيدة العذراء كانوا حاضرين هذا العرس(يو11:1/2 ). ثم حدث موقف صعب جدا وهو أن الخمر قد نفذ ولم يوجد هناك خمر لتقديمه للمدعوين لهذا العرس فواضح أنه كانت هناك عادة اجتماعية في هذه المدينة وهي تقديم الخمر في الأفراح كواجب للضيافة. وهنا تدخلت السيدة العذراء وتشفعت عند السيد المسيح فتمت المعجزة وحول السيد المسيح الماء إلى خمر .وكان هذا الخمر جيد جدا لدرجة ان رئيس المتكأ قال أنه من العادة أن الناس يقدمون الخمر الجيدة أولا ومتى سكر الشاربون فأنهم يقدمون لهم الخمر الرديئة لأن في هذه اللحظة يكونون سكارى فلا يستطيعون أن يميذوا بين الخمر الجيدة والخمر الرديئة. وهذه تعتبر عملية اقتصادية موفرة للعريس لأن الخمر الرديئة اقل ثمنا من الجيدة(يو11/1:2). ولكن لماذا لم يتصدى السيد المسيح لهذه العادة ويوبخ الناس على شربهم للخمر بدل من أن يحول الماء إلى خمر حتى لو كانت هذه الخمر غير مسكرة.؟ السيد المسيح لم يأتي للقيام بثورة ضد العادات الاجتماعية ولكنه أتى ليتمم رسالة الخلاص ويحرر الإنسان من الداخل. وعندما يتحرر الإنسان داخليا سوف تنصلح كل سلوكه وعاداته السيئه. بالإضافة أن الحكمة تقتضي هذا. فقد وجد السيد المسيح أن اصحاب الفرح في مأذق وموقف محرج بسبب عدم وجود الخمر الذي سوف يقدمونه للمدعوين. فهل يعتبر هذا وقت مناسب للتوبيخ. تماما مثل إنسان كان ماشيا في الطريق ووجد طفل يغرق في النيل وأخذ يوبخ هذا الطفل ويقول له لماذا تنذل الماء وانت لا تعرف العوم.؟ كان من المفروض انك لا تقترب الى البحر. ثم قال له الطفل انقذني اولا من الغرق ثم وبخني كما تشاء. وهنا أيضا فليس معنى أن المسيح حول الماء إلى خمر أن المسيح موافق على شرب الخمر. ولكن لإنقاذ موقف. فتجد مثلا أن المسبح خلص المرأة الذانية من ايدي اليهود ثم قال لها(اين هؤلاء المشتكين عليك. قالت لا احد. ثم قال لها ولا انا ايضا ادينك. (يو11:8 ) فهل معنى هذا أن المسيح موافق على الزنى اليس هو القائل (من نظر إلى إمرأة ليشتهيها فقد زنى بها في قلبه )(مت28:5 ). . كما أن المسيح كان يتعامل مع الناس بحسب طبيعتهم. فكان يقود الناس بالتدريج نحو الفضيلة إلى أن وصل بهم إلى الكمال. فليس من الحكمة أن يصطدم بالعادات الاجتماعية الخاصة بشعب مثل اليهود. هذا الشعب الذي بكى على قدور اللحم والأكل والشرب الذي كان في مصر. هذا الشعب الذي تعود على العبودية.فقد استمروا حوالي (430 ) سنة في عبودية مرة في مصر..وأيضا تم سبيهم في بايل حوالى ثمانين سنة. ثم استعبدهم اليونانيون. ثم الرومان.ولكن المسيح لم يكن موافق على شرب الخمر. فقد امتدح يوحنا المعمدان قائلا ( لأنه يكون عظيما أمام الرب.و خمر ومسكر لم يشرب )(لو15:1 ).وقال ايضا السيد المسيح عن العبد الرديء(يأكل ويشرب مع السكارى يأتي سيد ذلك العبد ويقطعه. ويجعل نصيبه مع المرائين. هناك يكون البكاء وصرير الأسنان )(مت49:24)
+الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد يرفض شرب الخمر.
العهد القديم.(لا تكن بين شريبي الخمر بين المتلفين اجسادهم )(أم20:23).
هؤلاء أيضا ضلوا بالخمر وتاهوا بالمسكر)(أش7:28)
(حقا أن الخمر غادرة )(حب5:2)
(السكير والمسرف يفتقران )(أم21:23)
العهد الجديد.
(لا تسكروا بالخمر الذي فيه الخلاعة)(أف18:5).
(إن كان احد مدعو أخا زانيا أو طماعا أو عابد وثن أو شتاما أو سكيرا أو خاطفا أن لا نخالطوا ولا تؤاكلوا مثل هذا)(1كو11:5). انظر فقد جعل معلمنا بولس الرسول خطية شرب الخمر مثل خطية الزنى وعبادة الأوثان.
وقد قال معلمنا بولس أن شرب الخمر خطية صعبة جدا لدرجة انها تحرم الإنسان من الملكوت مثلها مثل خطية الزنى والسرقة وعبادة الأوثان (لا تضلوا. لا زناه ولا عبدة أوثان... ولا سارقون ولا طماعون ولا سكيرون يدخلون ملكوت السموات )(1كو10/9:6)