آية (3): "أرسل نورك وحقك هما يهديانني ويأتيان بي إلى جبل قدسك وإلى مساكنك."
المرتل يطلب عون الله لكي يرجع من سبيه = (الخطية أو من بابل) ولكن بروح النبوة فداود مشتاق لتجسد المسيح فيقول لله أَرْسِلْ نُورَكَ وَحَقَّكَ، هُمَا يَهْدِيَانِنِي فالمسيح الذي هو نور العالم وهو الحق هو الذي سيقود مسيرة الكنيسة جسده إلى جبل قدس الله أي السماء. جَبَلِ قُدْسِ الله أي لأورشليم بالنسبة لداود البعيد عن الهيكل أو لعودة الخاطئ لحياة الشركة المفرحة في الكنيسة بيت الخلاص. الكنيسة هي الجبل الذي رآه دانيال حجراً صغيراً ثم نما وكبر وصار جبلاً كبيراً ملأ وجه الأرض وطلبة هذه الكنيسة لرأسها الرب يسوع هي أَرْسِلْ نُورَكَ وَحَقَّكَ هُمَا يَهْدِيَانِنِي = هي طلبة كل نفس حتى لا تخسر الشركة في جبل قدس الله. فالرب يسوع هو نور الآب وحقه فهو الذي قال "أنا هو نور العالم". والطريق الوحيد للخلاص هو الطلب واللجاجة.
آية (4): "فآتي إلى مذبح الله إلى الله بهجة فرحي وأحمدك بالعود يا الله إلهي."
يقول هذا المسبيين ليرجعوا إلى مذبح الله في أورشليم. وتقولها كل نفس إنفصلت عن شركة التناول بسبب خطاياها، وحينما تعود للشركة تعود لها أفراحها وتسابيحها فهي في فترة سبيها تركت التسبيح والقيثارة (مز137). وذبيحة التناول تعطي لمغفرة الخطايا، وفيها حياة أبدية لمن يتناول منها. إن الفرح هو سمة ملازمة للمسيحي الذي يتذوق دائماً بركات المذبح والغفران وهو عطية المسيح ومن ثمار الروح (يو16: 22 + غل5: 22)
آية (5): "لماذا أنت منحنية يا نفسي ولماذا تئنين فيّ. ترجي الله لأني بعد أحمده خلاص وجهي وإلهي."
هنا نصيحة المرتل لكل مُنْحَنِيَ النَفْسِ = لكل من يحمل أثقال الخطية أو الهموم أن يترجوا الله، يطلبوه ويثقوا في استجابته. والمسيح يستجيب ويعطي راحة. وبعد أن يستجيب يتحول هذا لتسبيح وحمد وشكر = لأَنِّي بَعْدُ أَحْمَدُهُ.
والقيثارة والعود يرمزان لحواس المؤمن وقواه العقلية التي يحركها الروح القدس فتعطي أنغام التسبيح من قلب محب لله طاهر وهذا يتم بطاعة الوصية.
والآن لماذا أنت منحنية يا نفسي ولماذا تئنين؟ فلا معني لليأس بعد أن عرفت طريق فرحك وسلامك فقدمي توبة وارجعي إلى الله فيرجع إليك فتتحرك أوتار قيثاراتك بالتسبيح.