موضوع: يهوذا 1 - تفسير رسالة يهوذا الثلاثاء أبريل 05, 2016 11:20 pm
آية 1:- يهوذا عبد يسوع المسيح واخو يعقوب إلى المدعوين المقدسين في الله الاب والمحفوظين ليسوع المسيح.
عبد = لم يقل يهوذا أخو الرب أو قريبه بالجسد بل قال مفتخراً أنه عبد يسوع المسيح = فكثير من أقرباء المسيح لم يؤمنوا به بل قالوا عنه أنه مختل (مر21:3) + (يو5:7). فالقرابة الجسدية لا تنفع. بل أن اليهود أقرباؤه بالجسد صلبوه. أما كلمة عبد فهي تعنى أنه قد اكتشف حلاوة المسيح ورقة محبته ، فصارت له كل الثقة في كل ما يعمله، فكل ما يعمله، يعمله عن محبة. وبحريته الكاملة قال له إفعل بي ما شئت فأنا عبدك. فالتعبد لله لمن عرف الله له عذوبة وحلاوة، بل هو الحرية الحقيقية. فكون يهوذا عبداً للمسيح فهذا أفضل من كونه أخا جسديا له. لذلك قال بولس الرسول "وإن كنا قد عرفنا المسيح حسب الجسد، لكن الآن لا نعرفه بعد" (2كو16:5) والمسيح نفسه قيل عنه أنه عبد الرب بمفهوم أنه بإرادته وحريته أخلى ذاته أخذا صورة عبد ليتمم الفداء (إش1:42) + (فى7:2) + (مز6:40).
وعبيد الله الأمناء يكون لهم غيرة على الإيمان المستقيم ولهم تنكشف رؤى الله (رؤ1:1).
أخو يعقوب = فيعقوب هو المشهور جدًا.
إلى المدعوين = أي لا فضل لهم في ذلك فالله أحبهم ودعاهم، ولكن الله في دعوته لا يحابى، والإنسان قد يقبل الدعوة أو يرفضها، وفي قبول الدعوة يحسب الفضل لله لا من الإنسان. "والذين سبق فعيّنهم فهؤلاء دعاهم أيضًا.والذين دعاهم فهؤلاء بررهم أيضًا.والذين بررهم فهؤلاء مجدهم أيضًا" (رو8: 30).
المقدسين = الله سر قداستنا. فمن يقبل الله ودعوته ويؤمن ويعتمد، يحل عليه الروح القدس ليقدسه ويجعله إبنا لله. ومقدسين أي مخصصين ومفروزين لله الآب بفداء المسيح ومن تكرس وإنفرز لله عليه أن يحيا في قداسة رافضا كل نجاسة. والروح القدس يعيننا على ذلك (رو26:.
المقدسين في الله الآب = بولس الرسول يقول المقدسين في المسيح. وعبارة "في المسيح" قد إعتدنا عليها في رسائل بولس الرسول. وهنا نسمع أننا في الآب وهذا ليس غريبا فالسيد المسيح يقول "ليكون الجميع واحدا، كما أنك أنت أيها الآب فىَّ وأنا فيك، ليكونوا هم أيضًا واحدا فينا" (يو21:17) وقارن مع (1كو2:1) + (فى1:1). فنحن في المسيح، والمسيح هو في الآب (يو10: 38)، وهو في حضن الآب (يو1: 18). المسيح يحملنا فيه إلى حضن الآب.
والمحفوظين ليسوع المسيح = (رؤ10:3) + "أيها الآب القدوس إحفظهم في إسمك" (يو11:17) إسمك تعنى قوتك وقدرتك، فالمسيح هنا يطلب من الآب أن يحفظ شعبه بقوته اللانهائية. والله يحفظنا لنفسه أبناء وورثة. ليسوع المسيح = أي بعد أن آمنوا وصاروا أعضاء في جسد المسيح لا يعود أحد يخطفهم . والرسول يبدأ بأن يقول لهم بأنهم محفوظين حتى لا تخور قلوبهم إذ يسمعوا عن الحروب التي يشنها الهراطقة على الكنيسة والتي سيذكرها فيما بعد. والله مازال يحفظ كنيسته للآن وسيحفظها للأبد. وعمل روح الله القدوس فينا هو أن يبكتنا ويعيننا ليقدسنا ويحفظنا فنظل ثابتين في المسيح.
آية 2:- لتكثر لكم الرحمة والسلام والمحبة.
هذه البداية تختلف عن بدايات بولس الرسول، الذي كان يطلب النعمة والسلام. فهنا الرسول يطلب الرحمة مع المحبة والسلام، فلو لم تدرك رحمة الله الكنيسة لضاعت وسط كل هذه التيارات من الهرطقات . ولذلك فالكنيسة الآن في عصر الإرتداد عليها أن تطلب الرحمة.
وفي الأيام الأخيرة مع إبتعاد الناس عن الله سيفقدون روح المحبة والسلام. وهذا يحدث مع زيادة الخطية ومع زيادة الهرطقات (مت12:24) . ولكن الله برحمته يتعامل معهم فيتوبوا ويرجعوا للمسيح. ومن يشمله الله برحمته سيحيا في سلام ومحبة ويصمد أمام تجارب الأيام الأخيرة.