اتسم أبونا بيشوي كامل بالحب العملي في تصرفاته. ففي أوائل الستينات، إذ دخلت الكنيسة وجدت شابًا متزوجًا يقف في فناء الكنيسة، وكان يهاجم أبانا بألفاظٍ قاسيةٍ. وقد أراد البعض أن يتصدى له، وكان ذلك قبل عشية يوم سبت.
في هدوء أمسكت بيده، وجلست معه في حجرة التليفون الملحقة بالكنيسة حتى هدأ تمامًا، وطلبت منه أن ينصرف إلى بيته حتى يهدأ الجو. وقد توقعت أنه لابد وأن البعض سيعطي لأبينا فكرة عما يحدث.
إذ انتهينا من عشية السبت، وفي نهاية الاعترافات قلت لأبينا:
"(فلان) متضايق،
وكان في حالة غضبٍ شديدٍ،
لكنه هدأ تمامًا.
طلبت منه أن ينصرف إلى بيته منعًا للإثارة.
وهو يريد أن يعتذر لك عما صدر منه في غيبتك!"
بدلاً من العودة إلى منزلنا طلب مني أبونا أن نذهب إلى بيته معًا، قائلاً: "هو ابني، وأنا (غلطان)! أنا مستعد أن أقّبِل قدميه".
فرحت بقلب أبينا المتسع وحبه لأولاده...
فوجئ الشاب بدخولنا فارتمى على الأرض ليَّقبل قدمّيْ أبينا، أما هو فبقوة اجتذبه واحتضنه وقبَّله، وهو يقول: "حقك عليَّ... لا تتضايق فأنا مخطئ!" لم يحتمل الشاب هذا الحب فصار يبكي!
صورة رائعة وحيَّة للأب الخادم، بل وللمسيحي الحقيقي الذي لا يدافع عن كرامته الشخصية، ولا يحمل كراهية أو حقدًا بل كل حبٍ بروح الاتضاع المملوء حكمة!
من العبارات التي لم يكن يُحبها المتنيح القمص بيشوي كامل هي "كرامة الكهنوت"، حاسبًا أن كرامة الكاهن هي في سباقه في غسل أقدام الخطاة بحب فائق. وكان يحسب نفسه غير أهلٍ أن يخدم السيد المسيح في أولاده.
V هب لي يا رب أن أراك في حياة كل خاطي،
أراك تشتاق أن تغسل قدميه بفرح.
تُقدم له دمك الثمين لغسل أعماقه،
هب لي أن أُقدم حياتي مبذولة من أجل كل نفس!
هب لي كرامة خدمتك... غسل أقدام الخطاة!