الشدائد والضيقات
+ قال مار اسحق :
لا تكره الشدائد فباحتمالها تنال الكرامة وبها تقترب الي الله . لأن النياح الألهي كائن داخلها ومحب الاصلاح هو الذي يحتمل البلايا بفرح .
توكل علي الله وسلم نفسك له وادخل من الباب الضيق وسر في الطريق الكربة ، فذاك الذي كان مع يوسف ونجاه من الزانية وجعله شاهدا للعفة . والذي كان مع دانيال في الجب ونجاه من الأسود ، والذي كان مع الفتية ونجاهم من آتون النار ، والذي كان مع أرميا وأصعده من جب الحماة ، والذي كان مع بطرس وأخرجه من السجن ، والذي كان مع بولس وخلصه من مجامع اليهود .. وبالجملة فان الذي كان في كل زمان وفي كل مكان مع عبيده في شدائدهم ونجاهم وأظهر فيهم قوته هو يكون معك ويحفظك .
فخذ لك يا حبيب غيرة الأنبياء والرسل والشهداء والقديسين قبالة الأعداء الخفيين
و أقتن غيرة الذين ثبتوا قائمين في النواميس الألهية ، فطرحوا الدنيا وأجسادهم الي ورائهم وتمسكوا بالحق فلم يهزموا في الشدائد التي أنتابتهم في أنفسيهم وأجسادهم اذ فازوا بالقوة الألهية وكتبوا في سفر الحياة وأعد لهم ملكوت السموات التي تؤهل لها كلما برأفته وتحننه تعالي .
+ وقال أيضاً :
كما ان الأدوية المسهلة تنقي الكيموسات الردية من الأجساد هكذا شدة الضوايق تقلع الآلام من القلب .
+ قال شيخ :
ان كل انسان يسلم نفسه لشدة بهواه من أجل الله فلي ايمان أن الله يحسبه مع الشهداء ، وذلك البكاء الذي يأتيه في تلك الشدة يحسبه الله عوض الدم .
+ قال القديس سمعان العمودي :
لا تنحل في الشدائد لتنكون مرضيا لله ، عالما أنه لو أراج لرفع عنك الشمع لا يقبل الانطباع بالصورة الملكية بدون تليين ، هكذا النفس لا تصلح لأن تنقش فيها صورة المسيح الملك بدون ادب كثير ظاهر وباطن ، ورياضة وافرة ، ومحن شدسدة .
+ قال أنبا بولا السايح :
من هرب من الضيقة فقد هرب من الله .
+ قال دوروثنيئوس :
من يضجر من شدائد هذا الدهر ، فهو جاهل بشدائد الدهر العتيد ، وافتراق النفس من الجسم ، والصعوبات التي تنالها ، وكيف تنسي تصرف هذا الدهر ، فينبغي لنا أن نذكر الأعمال التي ندان عليها ، بلا نسيان .