.
5- كنيسة شهداء:
كنيستنا علمتنا الشجاعة في الحق، وهناك ألوف ألوف من الشهداء في عصر الوثنية وأكثر منهم في الحرب ضد الهراطقة وأعداء الإيمان، ورغم ذلك لم يهتز الأقباط يومًا عن مسيحهم وكنيستهم.
إن دماء الشهداء هي بذار الكنيسة، وتوجد مدن بأكملها قدمت حياتها رخيصة من أجل المسيح وبكل فرح، ولنا رصيد ضخم من الشهداء يشفعون فينا ويؤازرون جهادنا بسيرتهم وشجاعتهم وحماسهم الروحي الرزين.
6- كنيسة ناسكة :
كنيستنا قدمت للعالم أنظمة الرهبنة، ومازالت أديرتنا القبطية تحمل ذخيرة خير للعالم كله، لدينا الرهبان العباد، والرهبان الخدام ..... ولا يقتصر النسك في كنيستنا على الرهبان، بل شعبنا شعب صوّام، وكنيستنا لديها أصوام كثيرة يمارسها الشعب بفرح وشغف وتقوى صادقة تفتقر إليها الكنائس الأخرى.
وكنيستنا لا تهاجم الجسد أو تحتقره بل ترى فيه قدسية خاصة إذ هو يتحد بجسد الرب في الإفخارستيا بعد أن صار عضوًا حيًا مقدسًا في جماعة الرب بالمعمودية، ونؤمن بقيامة الجسد ومشاركته للنفس في المجد السماوي.
لذلك تجد آباء النسك الأقباط يتمسكون بالاعتدال في نشاطهم النسكي وينصحون أولادهم الروحيين بهذا الاتزان في نسكياتهم.
7- كنيسة فرح
تتميز الموسيقى القبطية بالفرح الرزين، حتى الألحان الحزايني تهب النفس خشوعًا وتعزية، وتحتفل الكنيسة يوميًا بأعياد القديسين فتحوِّل نياحتهم أو شهادتهم إلى أعياد مليئة بالتماجيد المبهجة.
وقداسنا القبطي يتميز بالروحانية والفرح، وأعيادنا السيدية وغير السيدية تنقل إلينا مشاعر خاصة متجددة سنويًا.. حتى التعزية في كنيستنا تتميز بفرحة العودة إلى حضن المسيح، ولك أن تتأمل صورة شاب أو فتاة تخرج من لدن أب الاعتراف، كم من السلام والفرح يشع من ملامح الإنسان المعترف الذي تحرر من ثقل خطاياه، ونال الحِل من فم أبيه الروحي.
كنيستنا كنيسة أخروية ترى أبواب السماء مفتوحة كل حين بالقداس، وتختبر عربون الأبدية بالتسبيح والأجبية والعبادة الحارة التقوية، وترى في الموت انتقالاً سعيدًا لمقر مجيد محبوب ومشتهى، لذلك مَنْ يعيش في الكنيسة يعيش دائمًا في بهجة الفرح الدائم.
8- كنيسة لاهوت مستنير:
تراث شرح اللاهوت القبطي تراث رائع يحمل ترابطًا جميلاً، فإيماننا بالثالوث نابع من فهمنا لطبيعة الله المحب (الله محبة)، وإيماننا بالتجسد نابع من نظرتنا إلى الجسد واحترام الإنسان، ويهدف إلى خلاص الناس، وشرحنا للتجسد يحمل معنى الاتحاد الكامل بين الطبائع في انسجام وبدون اختلاط أو تلاشِ، فما سهل لنا معرفة الانسجام بين الجهاد والنعمة في حياتنا.
لم تنزلق كنيستنا يومًا إلى الأوطاخية التي تحتقر الجسد وتنادي بتلاشيه في اللاهوت، ولم تنزلق إلى النسطورية التي تستبعد اتحاد اللاهوت بالناسوت، ورفضت كنيستنا الأريوسية التي قللت من لاهوت السيد المسيح.
إيماننا قويم وشرحه في كنيستنا شرح دقيق وبديع ومسلسل ومفهوم، تحتاج الكنائس الأخرى أن تستمع إليه وتستمتع به.
هذه هي كنيستنا المجيدة التي يجب أن تشرق على العالم بكل المجد المخزون فيها ليستنير الناس بضياء مجد المسيح المخبوء فيها.
منقول من مقالات مجلة اللكلمة رسالة خدام الشباب 2008