لكي ندرك أهمية القيامة ولزومها. علينا ان نتخيل هذا السؤال ماذا كان سيحدث لو لم تكن هناك قيامة؟ ونري نتائجه الخطيرة...!
1- لو لم تكن قيامة. لكان مصير الانسان إلي الفناء
ولأصبح الانسان كالحيوان الذي يموت وينتهي تماماً ولا يعود إلي الوجود. وحينئذ نسأل: ما هي إذن الميزة التي يتميز بها هذا الكائن البشري العاقل الناطق. الذي وهبه الله العلم وموهبة التفكير والاختراع. والقدرة علي صنع مركبات الفضاء التي توصله إلي القمر وإلي المريخ. وتدور به حول الأرض. وترجعه اليها سالماً. وحاصلاً علي صور ومعلومات.. هذا الانسان الذي قام بمخترعات أخري مذهلة كالكمبيوتر والفاكس وال Mobile Phone وغيرها.
هل يعقل ان هذا الانسان العجيب الذي سلّطه الله علي نواحي عديدة من الطبيعة. يؤول جسده إلي مصير كمصير بهيمة أو حشرة أو بعض الهوام؟! ان العقل لا يصدق هذا..!
وإلا لماذا خلقه الله بهذا الوعي. ومنحه كل هذه المواهب؟! وهو الوحيد الذي ائتمنه الله علي الوحي. وأرسل له الأنبياء. وصنع معه المعجزات.. ان كان مصيره ينتهي إلي الفناء. وحفنة من تراب!! وهذا لا يتفق أيضاً مع وعود الله له بالحياة الأبدية. وبالسماء..!
***
ولو لم تكن قيامة. لكان جسد الانسان لا يتميز عن جميع المخلوقات الأخري ذوات الأجساد
بينما هو يستطيع بما وهبه الله أن يسيطر عليها جميعاً. وان يقوم لبعضها بواجب الرعاية والاهتمام ان أراد. وان يقوم علي البعض الآخر بحق السيطرة والاستخدام.
فإن لم تكن هناك قيامة. وأصبح مصير جسده كمصير باقي تلك الكائنات غير العاقلة. إذن لزالت كرامة هذا البشري السيد الذي سلطه الله علي غيره من الكائنات الجسدية..!
***
لو لم تكن قيامة. لضاعت المسئولية الضميرية وخشية الحساب الأخير.
فمن المعروف ان الانسان حينما يقوم من الموت. يقف أمام منبر الله العادل ليعطي حساباً عن كل ما فعله بالجسد خيراً كان أم شراً. يعطي حساباً ليس فقط عن أعماله. انما أيضاً عن نياته وأفكاره ومشاعره الداخلية.
ومادام سيقوم. فإنه لذلك يحيا حياة التدقيق والحرص. حياة البر والفضيلة التي يقف بها أمام الله في يوم الدين بلا خوف. وأمام الناس بلا خجل. فإن لم تكن قيامة. ولم يكن حساب. ولا خوف ولا خجل.. اذن علي رأي المثل "من لا يستحي. فليفعل ما يشاء"!!
اذن لو لم تكن قيامة. لانتشر الفساد. وانتشرت الابيقورية التي تقول "لنأكل ونشرب. فإننا غداً نموت"! اذن لتهالك الناس علي ملاذ الناس وعلي شهواتها. مع السعي إلي المادة بكل قوة ولهفة..!
ولو لم تكن قيامة. لسادت في العالم شريعة الغاب. وأكل الناس بعضهم بعضاً. واستبد القوي بالضعيف. وساد الظلم والقسوة..! بل لانعدمت المباديء والقيم أو قَّل شأنها وتأثيرها إلي حد بعيد..!