لو لم تكن قيامة. لما كان هناك تعويض للذين عاشوا حياة مؤلمة أو حياة بائسة علي الأرض!
نذكر من بين هؤلاء المعوقين جسديا. كالعُرج والكسح. والصم البكم. واصحاب الامراض المستعصية التي كلها ألم. اولئك الذين كانوا يأملون في حياة بعد الموت. ينقذهم الرب فيها من عاهاتهم ومن آلامهم الجسدية والنفسية. ايفعقد هؤلاء الألم ان لم تكن هناك قيامة..!
وكذلك هل يعيش المكفوفون في عمي علي الأرض. دون اي أمل في آن يرد الله لهم البصيرة في حياة أخري. ان لم تكن هناك قيامة!
وأيضا الذين عاشوا في فقر وعوز. أو في وظائف محتقرة. أو كانوا خداما أو عبيداً لغيرهم. أو تحت معاملة قاسية ممن لهم عليهم رئاسة أو سيادة.. الذين قاسوا قي حياتهم الظلم والاهانة أو التشريد والسبي وامثال هؤلاء.. هل لايأملون اطلاقا ان يرد الله اعتبارهم في العالم الآخر. إن لم تكن هناك قيامة وعالم آخر!
ان عدم وجود قيامة يوجد احباطا ويأسا عند كل تلك الامثلة من الناس. وأنه ان لم يكن هناك عدل ومساواة في هذه الحياة الارضية. فكيف لايوجد بعد الموت لون من التعويض؟!
***
وإن لم تكن هناك قيامة. إذن لاتكون هناك مكافأة للأبرار الذين جاهدوا من أجل حياة الفضيلة علي الأرض
اولئك الذين عملوا الخير في الخفاء. وحرموا أنفسهم بسبب تفانيهم في فضيلة العطاء. وجاهدوا من أجل البعد عن كل اغراء.. وواظبوا بكل حرص علي الصلاة والصوم. وبعضهم عاش في نسك وزهدوا. رافضين متع الجسد من أجل المتع التي يتمتعون بها بالروح في السماء.. وعاشوا في حياة الاحتمال والصبر. وضبط النفس. ومكافحة الشهوات.
هل كل هؤلاء لا تكون لهم مكافأة في حياة أخري. ثوابا من الله عن كل تعبهم وجهادهم الروحي علي الأرض؟! بل يتساوون مع الاشرار الذين نهبوا الارض نهبا. وتهالكوا علي الشهوات. وعاشوا بكل فساد في حياتهم الارضية. دون أية عقوبة. مادام الموت قد ساوي بين الكل. ولا قيامة!! أي عدل يكون هذا؟! وهل يقول الابرار اذن في أنفسهم: قد خدعنا الانبياء بحديثهم عن الجنة والنار. وعن الثواب والعقاب!! حاشا لله أن يكون هذا. ويتساوي البار والاثيم. ويضيع أجر من أحسن عملا..!
***
وان لم تكن قيامة. الا يكون هذا ضد الإيمان!!
وايضا ضد وعود الله! وضد الوحي الالهي! وضد الدعوة الي التضحية وبذل الذات! وضد كل ما تعلمناه عن السماء والحياة الابدية! وعن النعيم والجحيم! وضد الصلة بين سكان السماء وسكان الارض! اذن لابد ان تكون قيامة. ولابد ان يكون حسابا. وان يكون هناك ثواب وعقاب.. فالدين يقتضي هذا. وأيضا العقل والمنطق يلزمنا ان نؤمن بهذا..
***
ومادامت القيامة عقيدة وضرورة. فينبغي ان نستعد لها..
عارفين ان حياتنا الارضية - مهما طالت - لاتقاس شيئا الي جوار الحياة الابدية التي لانهاية لها والتي هي المصير الحقيقي لجميعنا.. فلنستعد للابدية بعمل الخير في كل مكان. ومع كل احد لان كل خير نعمله هنا. سنلقي جزاءه هناك في السماء اضعافا مضاعفة.. ولنبعد عن كل شر وشبه شر لان الخطيئة تبعدنا عن الله وعن ملائكته وعن السماء وكل سكانها من ارواح الابرار..
ولنفرح بأن الله قد اعد لنا حياة بعد الموت يستمر فيها وجودنا فلا يقتصر علي هذه الحياة الارضية المحدودة التي تشوبها آلام وضيقات ولنشكر الله الذي اعد لنا نعيما أبديا. أسمي من كل ما رأيناه في افراح الارض الزائلة ومتعها التافهة.