لو لم تكن قيامة. لأصبح الموت رعباً. وزالت الشجاعة والتضحية!!
حالياً. لا يخاف الشجعان الموت علي رجاء القيامة. ويتقدم الشهداء إلي الموت غير هيابين. لأنهم يعرفون ان الموت ليس هو نهاية حياتهم. بل يرونه باباً مفتوحاً لحياة في الأبدية لا تنتهي.
كذلك أي انسان يموت يكون له عزاء في الحياة الأخري. وبهذا يمكن ان يتقبل الموت بغير جزع. أما ان لم تكن هناك قيامة وحياة بعد الموت. فان الموت يكون مخيفا اذ يمثل نهاية ومأساة. وهذا ما كان يحدث للملحدين. وللطوائف التي تنكر القيامة والروح كالصدوقيين مثلاً.
***
أن لم تكن هناك قيامة. فان موت أحبائنا وأصدقائنا وأقاربنا يكون سبب حزن شديد جداً لنا لا عزاء فيه
ان عزاءنا في موت أحبائنا هو اننا سنراهم في العالم الآخر. ونقول للرب في صلواتنا "انه ليس موتاً لعبيدك. بل هو انتقال". لذلك نقيم لهؤلاء الراحلين عنا تذكارات في مناسبات عديدة. ونثق انهم سيقومون في اليوم الأخير وسنراهم وتستمر علاقتنا بهم.
نفس الكلام نقوله عمن نعجب بهم من أصحاب المواهب ومن مشاهير الناس الذين عاشرناهم. ولهم في قلوبنا صلة تقدير.. فان لم تكن قيامة. سنحزن جداً إذ تنقطع صلتنا بكل التاريخ الذي عاصرناه والذي سمعنا عنه. وأيضاً تنقطع صلة هذا التاريخ بنا..!
أما الايمان بالقيامة فقدم للبشرية رجاء أوسع من هذا: ليس فقط في تلاقي الأحباء والأصدقاء. وانما أيضاً في تلاقي الأجيال كلها.
حيث يلتقي الناس هناك في السماء مع أبينا آدم وأبينا نوح وأبينا إبراهيم وسائر الأنبياء. ومع جميع الأبرار في جميع العصور.. ستلتقي الأجيال كلها هناك في القيامة. وان لم تكن قيامة. لا يكون مثل هذا اللقاء المفرح للنفوس. ولعاش الناس في جيل محدود. وفي زمن محدود لا يتعدونه.. ولانقطعت صلتنا جميعاً بالأبرار وشفاعتهم.
***
وإن لم تكن قيامة. إذن سوف لا تكون لنا صلة بالسماء وسكانها..
ولا أقصد بالسماء. هذه التي نراها بأعيننا. انما أقصد السماء التي يسكنها الملائكة والتي هي عرش الله.. هذه التي لنا أمل فيها بالقيامة والحياة الأخري. حيث نعيش في السماء بعد القيامة.
فإن لم تكن قيامة. سنحرم من السماء ومن الملائكة وكل الطغمات السمائية. ويكون حديثنا الآن عن كل هؤلاء حديثاً نظرياً. وكذلك يكون حديثنا عن النعيم الأبدي. وعما لم تره عين ولم تسمع به اذن وما لم يخطر علي قلب بشر.. أيكون هذا أيضاً كأنه أحلام أو أوهام؟!
وان لم تكن هناك قيامة ولا سماء. فما معني ان الابرار بعمل الخير يكنزون لهم كنوزاً في السماء. تُحفظ لهم حين يصلون اليها؟!
***
وأن لم تكن قيامة. فسنُحرم من الحياة المثالية التي في الأبدية
نحُرم من ذلك الجو الروحي الذي هناك: حيث لا خطيئة ولا فساد ولا مؤامرات ولا انقسامات ولا شيء من الأخطاء التي في عالمنا.. وأيضاً حيث لا تعب ولا ضيق ولا مرض ولا حزن ولا بكاء.. بل الجو الذي يسوده السلام والألفة والحب. هذا الأمر الذي نشتهيه ونترجاه. ونحلم ان نراه في العالم الآخر.. هل سنُحرم من هذا كله؟!
وهل سنحرم من الحياة المتجانسة في العالم الآخر. التي فيها البشرية كلها معاً بكل أجناسها. بلغة واحدة. يتفاهمون تلقائياً بغير حاجة إلي مترجم.. وكلهم بفهم واحد. ومفاهيم واحدة.. حيث تبطل الألسنة واللغات التي تميز مجموعة عن أخري..! هل سنحرم من هذا الجو. ان لم تكن قيامة؟!