2- القانون الروحى :
الإنسان - فى تكوينه الطبيعى - جسد يميل إلى الكسل، وربما إلى الخطأ، وروح تميل إلى القداسة والاتصال بالله... وفى هذا التناقض والحرب الدائرة بين
الروح والجسد، يحتاج الإنسان الروحى إلى قانون ملزم، يلزم الإنسان نفسه به، وارتياح، وثقة أن هذا الضبط للجسد يعطى انطلاقاً ونمواً للروح، أما
إذا ترك الإنسان نفسه "للمزاجية الروحية"، بمعنى أنه يصلى عندما يشعر بأنه لديه الاستعداد لذلك، ويقرأ الكتاب بدون نظام أو التزام ولكن كلما جاشت مشاعره بذلك ويعترف بدون فترات متقاربة، ويتناول كلما أحس بشوق إلى جسد الرب ودمه... الخ.. هذه "المزاجية الروحية" إذا تركنا أنفسنا لها فسوف تنهار روحياتنا، وبسرعة كبيرة، لذلك أوصانا الآباء أن يكون لكل منا قانونه الروحى، فى الصلاة والصوم والقراءات الكتابية والروحية، والاجتماعات الروحية، والتناول والاعتراف، والخدمة وغير ذلك، فهو بهذا يضبط جسده، ويطلق العنان لروحه، لتنطلق فى آفاق النمو الروحى.
كذلك فالكتاب المقدس نفسه يعطينا لمحة عن ذلك القانون، وعن أهمية الجهاد، فى ضبط مسيرة الروح:
"أقمع جسدى واستعبده، حتى بعد ما كرزت للآخرين، لا أصير أنا نفسى مرفوضاً" (1كو 27:10).
"كل من يجاهد يضبط نفسه فى كل شئ" (1كو 25:10).
"متى اجتمعتم، كل واحد منكم له مزمور، له تعليم، له لسان، له إعلان، له ترجمة، فليكن كل شئ للبنيان" (1كو 26:14).
"الله ليس إله تشويش بل إله سلام" (1كو 33:14).
"ليكن كل شئ بلياقة وحسب ترتيب" (1كو 40:14).
"مستأسرين كل فكر، إلى طاعة المسيح" (2كو 5:10).
"الذين هم للمسيح، قد صلبوا الجسد، مع الأهواء والشهوات" (غل 24:5).
"من يزرع لجسده، فمن الجسد يحصد فساداً، ومن يزرع للروح فمن الروح يحصد حياة أبدية" (غل 8:6).
"مصلين بكل صلاة وطلبة، كل وقت، فى الروح، وساهرين لهذا بعينه بكل مواظبة.." (أف 18:6).
"عظوا أنفسكم كل يوم، ما دام الوقت يدعى اليوم، لكى لا يقسى أحد منكم بغرور الخطيئة" (عب 13:3).
"إن كان أحد يجاهد، لا يكلل إن لم يجاهد قانونياً" (2تى 5:2).
غدا بمشيئة الرب
3- الوسط الروحى :