3- قبول الذات :
والمقصود بذلك، ليس الافتخار، ولا الرضا بالخطيئة، ولكن الرضا بما أعطاه لنا الرب من وزنات وملامح ومواهب، بل حتى بما سمح به من سلبيات وضعفات، وربما عاهات جسدية أو نفسية، أو مستوى ذكاء معين.
إن هدف الإنسان المسيحى ليس هو تمجيد الذات بل تكريسها للمسيح... لذلك فهو - فى قناعة - يقبل ذاته كما هى، ويقدمها للسيد المسيح ليقدسها، ويستثمرها، ويطوّرها، وينميها... إنه لا ينقسم على نفسه، أو يحتقر ذاته، أو يرفض ما سمح به الرب من ضعفات، بل يحول ذلك كله إلى أتضاع وصلاة وعشرة، ليتمجد الرب فى ضعفنا "حينما أنا ضعيف، فحينئذ أنا قوى" (2كو 10:12)، "ليقل الضعيف بطل أنا" (يو 10:3).. "ليفتخر الأخ المتضع بارتفاعه" (يو 9:1)...
"أنا ما أنا بل نعمة الله التى معى" (1كو 10:15).
4- قبول الآخر :
"كل شئ طاهر للطاهرين" (تى 15:1).. هذا مبدأ إنجيلى هام، حينما يعمد الرب يسوع بصيرتنا الإنسانية، فنرى كل ما هو جميل وطاهر فيمن حولنا، وفيما حولنا... إنه الإنسان السليم نفسياً.. أما السقيم نفسياً فهو لا يرى فى الناس إلا الوجه السلبى، والضعفات والدنايا، ولا يرى ما فيهم من ميزات وعطايا.. إنها حيلة دفاعية معروفة أسمها "الإسقاط" حينما لا يكف الإنسان عن إدانة الآخرين، ليبعد الأنظار عن ضعفاته وأخطائه الشخصية والسرية..
أما الإنسان المسيحى، فهو مدعو إلى قبول الآخر بكل حب، والتأمل فيما يتميز به من سمات إيجابية، ويتعامل معه من منطلق أنه مخلوق على صورة الله ومثاله، ولا ينتظر حتى يصير الآخر مناسباً، أو جيداً، أو متعاوناً، بل يحبه كما هو، كما أحبنا المسيح!! ويتعامل معه كما هو، لا كما يريده أن يكون!!
الإنسان المسيحى قلبه مفتوح للجميع، وعقله مفتوح للجميع، دون تنازل عن جوهر الدين، أو المبادئ الإيجابية السليمة.
5- الكفاءة الإجتماعية :
من سمات النفس الناجحة: الكفاءة الاجتماعية، بمعنى القدرة على إنشاء علاقات جيدة بكل من حوله، فى محيط الأسرة، والشارع، والمدرسة، والكنيسة، والمجتمع... ذلك لأنه قادر - بنعمة المسيح على التواصل الإنسانى الجيد مع جميع الناس.. هو نور ينتشر فى سلاسة، وملح يذوب فى حب، ورائحة ذكية تنعش من حوله فى تلقائية مبدعة، ورسالة مكتوبة فى القلب، معروفة ومقروءة من جميع الناس، وليس من المسيحيين فقط.
إن المسيحية ضد الانغلاق والتقوقع، وهى قادرة على أن تخلق من أبنائها أشخاصاً منفتحين على المجتمع، محبين ومحبوبين، فى مرونة قوية، نتمسك دون أن نتعصب، ونحب دون أن نتنازل!