آية 10:- ولكن هؤلاء يفترون على ما لا يعلمون واما ما يفهمونه بالطبيعة كالحيوانات غير الناطقة ففي ذلك يفسدون.
على ما لا يعلمون = ميخائيل رئيس الملائكة الذي يعلم نجاسة إبليس وخطيته لم يحكم حتى على ما يعرفه. وهؤلاء يتكلمون عن السماويات وعن ذوى الأمجاد وعلى الرياسات وهم عميان لا يفهمون شيئا فيما يتكلمون به عن الروحيات . هؤلاء المرتدون لا وقت عندهم، بل ولا معرفة بالأمور السماوية الروحية، هؤلاء لا يفهمون أكثر من النواحى الجسدانية كالشهوات الجنسية، شانهم شأن الحيوانات. وحتى في هذه فلقد إنحطوا أسفل من الحيوانات = ففي ذلك يفسدون = فالحيوانات لا تعرف الشذوذ الجنسي. فالمرتدون ينحدرون سريعا من سىء إلى أسوأ، فإذا كانوا يخطئون في الجسديات التي يفهمون فيها بالطبيعة فهم إن تكلموا في الروحيات حين يهاجمون الرياسات فإنهم يفترون.
آية 11:- ويل لهم لأنهم سلكوا طريق قايين وانصبوا إلى ضلالة بلعام لاجل اجرة و هلكوا في مشاجرة قورح.
لاحظ خطوات الارتداد، فهي تبدأ بالانحراف في طريق خاطئ كما بدأ قايين بعدم محبة لهابيل أخيه لكنه اندفع من سيء إلى أسوأ فمن عدم محبة لكراهية لبغضة لتفكير في الانتقام... ثم إلى قتل بل تبجح على الله "هل أنا حارس لأخي" وهذا ما قصده الرسول بقوله إنصبوا = أي اندفعوا أو انسكبوا كالماء، وأصل الكلمة اليونانية يشير لإناء انفجر فانسكب ما فيه باندفاع. والمعنى أنهم بدأوا بعدم محبة لكنهم اندفعوا في الخطايا الجنسية = ضلالة بلعام = هي إشارة لمن يبيع أبديته لقاء لذة أرضية زائلة = لأجل أجرة فبلعام باع علاقته بالله إذ كان نبيا لقاء أجرة حصل عليها من ملك موآب، إذ أشار بلعام على ملك موآب أن يجعل إسرائيل يسقط في الزنا ليلعنهم الرب، وكان هذا طلب ملك موآب، لعنة إسرائيل، وهذه هي مشورة بلعام (عدد7:22) + (تث4:23) + (رؤ14:2).
ولكن نهاية كل هؤلاء المرتدين المتمردين على الكنيسة وسلطان الكنيسة، هو الهلاك كما هلك قورح وداثان وأبيرام إذ تمردوا على سلطة موسى وهرون ورفضوا كهنوتهم. لقد أدركت اللعنة من تمرد على من عينهم الله فصاروا من ذوى الأمجاد (عدد1:16-35).