سيامته أسقفًا:
كان القديس سادوث شماسًا للأسقف سليوسيا ومثَّله في مجمع نيقية سنة 325 م. وحين استشهد الأسقف سمعان بارسابا أثناء الاضطهاد البشع الذي أثاره سابور الثاني ، اختير سادوث ليخلفه في هذه الأسقفية والتي كانت تعتبر أهم أسقفية في مملكة فارس ولكن أكثرها تعرضًا للضيق والاضطهاد. فعلاً بعد رسامته بفترة قصيرة ازداد عنف الاضطهاد مما اضطر القديس سادوث وبعض رجال الإكليروس للهروب والاختباء في أحد الأماكن، ومنه كانوا يساندون ويشجعون قطيعهم في ضيقهم.
رؤيا سماوية:
في تلك الفترة رأى القديس سادوث رؤيا أدرك منها أن الوقت قد حان لكي يكلل إيمانه بسفك دمه، وقد وصف تلك الرؤيا لكهنته وشمامسته قائلاً: "رأيت في الرؤيا سلمًا محاطًا بالنور صاعدًا من الأرض إلى السماء، وفي أعلاه وقف القديس سمعان بمجد عظيم ونظر إليَّ بابتسامة حانية وقال: اصعد يا سادوث ولا تَخَف فقد صعدت أنا بالأمس واليوم هو دورك لكي تصعد. وهذا يعني أنه كما استشهد هو العام الماضي سوف أتبعه في هذا العام".
تعذيبه:
حدث أن أتى الملك سابور إلى سليوسيا فقُبِض على القديس سادوث و128 شخصًا مسيحيًا من بينهم بعض رجال الكهنوت، ووُضِعوا جميعًا في سجون حيث عانوا لمدة خمسة شهور من التعذيب والأوضاع السيئة. وثلاث مرات وضعوهم على آلات التعذيب وشدوهم بالحبال بقوة حتى سُمِعت أصوات تكسير عظامهم. . وفي وسط هذه العذابات كان الجنود يصرخون نحوهم: "أطيعوا الملك واعبدوا الشمس لتنقذوا حياتكم". فأجابهم القديس سادوث نيابة عنهم كلهم، أن الشمس ما هي إلا خليقة الله صنعها من أجل الإنسان، وأنهم لن يعبدوا أحدًا إلا الخالق. أجاب الجنود: "أطيعوا وإلا كان الموت المؤكد من نصيبكم"، لكن الشهداء صرخوا بصوت واحد: "لن نموت بل سنحيا ونملك إلى الأبد مع الله وابنه يسوع المسيح". رُبِطوهم اثنين اثنين واقتيدوا خارج المدينة، وكانوا في سيرهم يترنمون متهللين ولم يتوقف صوت صلواتهم وتسبيحهم حتى استشهد آخر شهيد منهم، وكانت شهادتهم في سنة 342 م.
ونعيد فى يوم 20 فبراير من كل عام تذكارا له.