الصوم ، السهر ، الهذيذ الصالح ، أتعاب الجسد بقانون حكيم في المقدار والترتيب ، وبدوام ذلك يجتمع العقل الي نفسه ويرجع عن الدوران فيما هو خارج عنه . وبعد قليل يبتديء في ان يصحو لنفسه ويتصور حسنه ويشرق عليه ضوء الرب وينظر الرب الاله خالقه كرازق ويفرح بولادته ويعود من سبيه ويحيا من موته ويستريح من الأوجاع ويعتق من الظلمة ويخلص من عدوه الشرير
( أ ) حفظ الحواس
+ قال شيخ :
" ينبغي للمتوحد في قلايته أن يكون له افراز ومعرفة وحرص وتيقظ ، كما يكون ضابطا لحواسه حافظا لعقله ، لا يفكر في انسان ، ولا يفتر في الصلاة والقراءة "
+ قال القديس يوحنا القصير :
" كن ظاهرا مترتبا في لبسك . ليكن نظرك مطرقا الي اسفل وفكرك فوق عند ربك . لا تملأ عينيك من وجه انسان ولكن بتهيب وخوف تبسيط نظرك كن شبه عذراء زكية واحفظ نفسك للمسيح ولا تشته الأصوات مثل الأحداث " .
+ جاء عن الأب الاديوس أنه أقام بالأسقيط 20 سنة بقلاية ، لم يرفع عينيه لينظره " .
+ وقيل عن الأم سارة :
" أنها كانت ساكنة فوق النهر 60 سنة لم تطلع البتة لتنظره" .
+ وقال شيخ :
" تحفظ من النظر والحديث ، لأنهما أسباب الخطية " .
+ وقال آخر :
" الانسان المنتبه يستطيع أن يحفظ الانسان الجواني فلنجاهد كي نحفظ انساننا .
+ قال أنبا افرآم :
" أن أحد الاخوة سأل أخا له قائلا : أن الأب أمرني بالمضي الي المخبز لنخبر خبزا برسم الاخوة ، ولما كان عمال المخبز علمانيين يتكلمون بما لا يليق ، فلست انتفع من سماع ما يقولونه ، فماذا أصنع ؟ " .
فأجابه قائلا : " أما رأيت في المكتب ( الكتاب او المدرسة ) صبيانا كثيرين ، وكيف أن كل واحد منهم يقرأ مالا يقرأه رفيقه لعلمه أن معلمه يطالبه فقط باتقان ما يختص به ولا يطالبه باتقان ما يختص بغيره " .
فأن كنت أنت تنهزم للآلام بمجرد سماعك فظيع الكلام ، فاستمع لقول القائل : " أمتحنوا سائر الأشياء وتمسكوا بأحسنها " .
+ وقال أيضاً :
" وما لنا وللعالم ، ما لنا بمعاملاته ؟ نحن قد متنا عن العالم ، كل منا بأكلة يسد جوعه ، وأيدينا تساعدنا علي خدمة جسدنا بمعونة الله لنا ، لأنه قال : لا يوجد متجند يقوم بنفقة نفسه بانشغاله في امور الحياة ، اذ كيف يستطيع – وهو مشغول – ن يرضي قائد الجيش ومليكه " .