على جبل الزيتون... حيث علمت أن اليوم هو يوم الصعود... ولاحظت أن التلاميذ قد هرولوا إلى هناك...ليأخذو ابركتك الأخيرة...ويعاينوا صعودك المجيد!! وما هى إلا لحظات...حتى ظهرت لهم بوجهك المنير...وابتسامتك الودودة...ووداعتك المعهودة...وحبك اللانهائى... نيافة الأنبا موسى فرفعت يديك الطاهرتين...وباركتهم جميعاً...ثم انفردت عنهم... وصعدت إلى السماء...صعدت إلى السماء جسدياً...كما علمتنى الكنيسة... جسدك وعروسك...فأنت لم تصعد بلاهوتك فقط...بل بلاهوتك المتحد بناسوتك...فى طبيعة واحدة من طبيعتين...وهكذا أفهم تعليم كنيستك...فى القداسين الباسيلى والغريغورى...ففى الباسيلى نقول للآب السماوى :"أومن أؤمن أؤمن... أن هذا هو الجسد المحيى...الذى أخذه ابنك الوحيد...ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح...من سيدتنا وملكتنا كلنا...والدة الإله القديسة الطاهرة مريم...وجعله واحداً مع لاهوتك...بغير اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير...واعترف الاعتراف الحسن أمام بيلاطس البنطى...وأسلمه عنا على خشبة الصليب المقدسة...بإرادته وحده عنا كلنا...بالحقيقة أؤمن أن لاهوته لم يفارق ناسوته...لحظة واحدة، ولا طرفةعين...يعطى عنا خلاصاً، وغفراناً للخطايا...وحياة أبدية لمن يتناول منه" (القداس الباسيلى - الاعتراف).
وفى القداس الغريغورى...نخاطبك أيها الابن الوحيد قائلين:
"لا ملاك، ولا رئيس ملائكة، ولا رئيس آباء، ولا نبياً...ائتمنته على خلاصنا... بل أنت بغير استحالة تجسدت وتأنست...وشابهتنا فى كل شئ ما خلا الخطيئة وحدها...وصرت لنا وسيطاً لدى الآب...والحاجز المتوسط نقضته...والعداوة القديمة هدمتها... وصالحت السمائيين مع الأرضيين...وجعلت الاثنين واحداً...وأكملت التدبير بالجسد...وعند صعودك إلى السموات جسدياً...إذ ملأت الكل بلاهوتك...قلت لتلاميذك ورسلك القديسين...سلامى أعطيكم... سلامى أنا أترك لكم...هذا أيضاً، الآن أنعم به لنا يا سيدنا...وطهرنا من كلدنس، ومن كل غش، ومن كل رياء...ومن كل شر، ومن كل مكيدة...ومن تذكار الشر الملبس الموت" (القداس الغريغورى - الصلح).
وبينما أنت صاعد إلى فوق... فى سحابة مقدسة... وعيون التلاميذ تشخص إليك... وتحدق فيك... فى لهفة ودهشة وتساؤل... هل سنصعد معك يا سيد؟!
أم ستنزل إلينا بعد زيارة خاطفة للسماء؟! أم ماذا بالضبط؟! لم تترك تلاميذك فى حيرة... بل أرسلت إليهم ملاكين قالا لهم: "أيها الرجال الجليليون...ما بالكم واقفين تنظرون إلى السماء؟! إن يسوع هذا، الذى ارتفع عنكم إلى السماء... سيأتى هكذا، كما رأيتموه منطلقاً إلى السماء" (أع 11:1).
،، البقية غداً ،، بمشيئة الرب