هكذا ترتل الكنيسة، فرحة بالقيامة المجيدة أن الرب داس الموت.. واستخدم الموت سلاحاً لذلك..
كان على آدم حكم بالموت.. ودبّ فى طبيعة البشر.. فساد خطير..
ولكن صليب الرب، سحق الموت، وأعاد إلينا الصورة الإلهية!
الأبعاد الأربعة :
حينما يقول الكتاب: "أجرة الخطية هى موت" (رو 23:6)، فهذا ترديد لما قيل لآدم فى جنة عدن: "يوم تأكل منها (من شجرة معرفة الخير والشر) موتاً تموت" (تك 17:2).
ولم يكن الموت حكماً فقط، نتيجة مخالفة الوصية، ولكنه كان نتيجة طبيعية، بسبب الفساد الذى تسلل إلى الطبيعة البشرية، وجعلها لا تفرز إلا المخالفة..
وحكم الموت هذا كان ذا أبعاد أربعة، وكذلك كانت الحياة التى صارت لنا بالقيامة :
1- من الموت الجسدى إلى الجسد النورانى :
لما كان الإنسان قد خلق من روح عاقلة وجسد ترابى، والروح هى نسمة قدسية من الله، خالدة بخلوده، لذلك فلما أخطأ الإنسان، واستحق العقوبة، كان لابد أن يرجع التراب إلى التراب كما كان، وترجع الروح إلى الله الذى أعطاها.
وقد ظهرت عوامل الموت الجسدى بعد السقوط، فى صور كثيرة مثل :
تسلل المرض إلى جسم الإنسان..?
مضاعفات الشيخوخة..?
كوارث الطبيعة: الزلازل والبراكين والسيول والفيضانات..?
اكتساب بعض الحيوانات للطبيعة الوحشية، التى يمكن أن تفترس الإنسان..?
قتل الإنسان لأخيه الإنسان.?
وهكذا تناقص عمر الإنسان، وبخاصة بعد أن خرج من جنة عدن بدأ يأكل اللحوم، وأصبح بمثابة كيان هش، يحمل الموت فى أحشائه، خلايا تموت وأخرى تخلق من جديد، إلى أن تأتى لحظة النهاية، إذ "وضع للناس أن يموتوا مرة، ثم بعد ذلك الدينونة" (عب 27:9).
ومن هنا "كأنما بإنسان واحد دخلت الخطية إلى العالم، وبالخطية الموت، وهكذا اجتاز الموت إلى جميع الناس، إذ أخطأ الجميع" (رو 12:5). ويلاحظ القارئ الحبيب، أن الموت اجتاز إلى الجميع إذ أخطأ الجميع، ولم يقل فأخطأ الجميع... أى أن الموت كان حكماً على الإنسان لأنه أخطأ فعلاً، بالإضافة إلى أن الموت كان أيضاً نتيجة للفساد، الذى أصاب الطبيعة الإنسانية.
ولكن شكراً لله، لأن الرب حينما مات على الصليب، وقام، قام بجسد نورانى، روحانى، سمائى، خالد.. وسوف يعطينا بقوة قيامته، أن ننال هذا الجسد الممجد، الذى سنحيا به إلى الأبد، فى أورشليم السمائية، بعد القيامة العامة مباشرة.
وهكذا رأى بولس الرسول رب المجد - بروح النبوة - وهو قادم على السحاب، نازلاً من السماء.. "بهتاف، بصوت رئيس ملائكة وبوق الله، والأموات فى المسيح سيقومون أولاً، ثم نحن الباقين سنخطف جميعاً معهم فى السحب، لملاقاة الرب فى الهواء، وهكذا نكون كل حين مع الرب" (1تس 16:4،17)، فهو "الذى سيغير شكل جسد تواضعنا، ليكون على صورة جسد مجده" (فى 21:3).
-2 من الموت الروحى إلى الشركة الحية :
لنا بقية غدا بمشيئة الرب