-2 من الموت الروحى إلى الشركة الحية :
فصلتنا الخطية عن الله، وصارت هناك خصومة بين السماء والأرض، لا بسبب قساوة فى قلب الله، حاشا، ولكن بسبب تباعد الإنسان وهروبه فى دروب الحياة الأرضية، ومسالك الخطية، وبسبب الفرق الشاسع، بين قدوس القديسين، ودنس الخطاة!
مات الإنسان روحياً، وصارت السماء كالحديد والنحاس، وتاه الإنسان فى شعاب التراب، وممارسات الإثم، يحمل فى قلبه الهم الثقيل، ووخزات الضمير، واستحالة الخلاص دون مخلص!
لهذا صرخ أيوب قائلاً: "ليس بيننا مصالح، يضع يده على كلينا" (أى 33:9)، وهتف أشعياء: "ليتك تشق السموات وتنزل" (أش 1:64).
ولم تقتصر إرهاصات الخلاص على اليهود فقط، أصحاب الشريعة والأنبياء، ولكنها امتدت إلى البشرية كلها، تتحدث عن إله للخير وآخر للشر، وبالطبع ليس سوى إله واحد، فليس سوى لا نهاية واحدة، أما إله الشر، الذى كانوا يخشونه ويكرهونه، فهو إبليس عدو كل بر..
انتظر الجميع المخلص، حتى جاء فعلاً، وأنقذ البشرية من طين الخطية، وعبودية إبليس، وصاح الرب صيحته الخالدة: "رأيت الشيطان ساقطاً مثل البرق من السماء" (لو 18:10)، "رئيس هذا العالم يأتى وليس له فىّ شئ" (يو 30:14)، وأوصانا قائلاً: "قاوموا إبليس فيهرب منكم" (يع 7:4)، ووعدنا قائلاً: "إله السلام سيسحق الشيطان تحت أرجلكم سريعاً" (رو 20:16).
وبدلاً من روح الشر والخطيئة، سكن روح الله القدوس فى الكيان الإنسانى، ليقدس فكره وحواسه وقلبه وإرادته ومسالكه وأعماله (36 رشماً فى الميرون)، فصار الإنسان هيكلاً للروح القدس، وسكن فيه المسيح.
انتهت الخصومة - إذن - ورتلت الملائكة: "وبالناس المسرة" (لو 14:2)، أى أن الله صار مسروراً بالناس، بعد أن افتداهم وخلصهم.
3- من الموت الأدبى إلى مجد أولاده الله : لنا بقية غدا بمشيئة الرب