آية (4): "وبجلالك أقتحم اركب من أجل الحق والدعة والبر فتريك يمينك مخاوف."
بعد معركته أقام الرب مملكته المؤسسة على الْحَقِّ وَالدَّعَةِ والعدل= الْبِرِّ. وهذا عكس مملكة إبليس القائمة على الباطل وشهوة هذا العالم الزائفة. وحينما نقبله فينا بكونه الحق لا يجد الباطل مكاناً فينا. وحينما نقتنيه وهو الوديع يهرب منا الكبرياء. وحين نتقلد هذه الأسلحة، الحق والدعة والعدل نصير أقوياء كما تقلدها فصنع أعمالاً عجيبة بيَمِينُه = قوته. أعمالاً عجيبة أخافت الشياطين، وسقطت ممالك. اقْتَحِمِ = مملكة الموت مملكة إبليس، ليؤسس الرب مملكته.
آية (5): "نبلك المسنونة في قلب أعداء الملك شعوب تحتك يسقطون."
نبل السيد المسيح هي كلمات الكرازة بواسطة الرسل ، وهم كل من آمن بالمسيح وأحبه فصار كسهم موجه للشيطان. والشعوب هي الشياطين التي انهزمت أو الأمم التي آمنت بالسيد المسيح كالدولة الرومانية التي تحولت للمسيحية، بعد أن كانت مستعبدة لابليس.
آية (6): "كرسيك يا الله إلى دهر الدهور. قضيب استقامة قضيب ملكك."
ترتل كنيستنا القبطية هذه الآية في الساعة الثانية عشرة من يوم الجمعة العظيمة في لحن طويل "بيك إثرونوس" pek`;ronoc لتقول للمسيح ولو أنك صلبت ومت ودفنت، إلا أنك على عرشك إلى دهر الدهور. وواضح أن هذه الكلمات لا توجه إلى ملك أرضي سواء داود أو سليمان فلم يكن أي ملك أرضى إلى دهر الدهور أي أبدى، بل هي للمسيح ملكنا السماوي، فهو قبل أن يتأنس كان ملكاً ورباً منذ الأزل. وبصليبه صار ملكاً ورباً على كل من آمن به وأحبه وملكه على قلبه . وبعد صعوده جلس عن يمين الآب إلى دهر الدهور. وسيأتى اليوم الذي يدين فيه كل العالم ويخضع الكل له. قَضِيبُ اسْتِقَامَةٍ قَضِيبُ مُلْكِكَ = القضيب هو صولجان الملك، وهو يملك بالعدل، تارة يترفق وتارة يؤدب، هو محب للبر ومبغض للإثم، فلا شركة للنور مع الظلمة. قَضِيبُ مُلْكِكَ = هو صولجان الملك الذي هو الصليب وهو طريق البر والإستقامة.
آية (7): "أحببت البر وأبغضت الإثم من أجل ذلك مسحك الله إلهك بدهن الابتهاج أكثر من رفقائك."
دُهْنِ الابْتِهَاجِ = إشارة لحلول الروح القدس على المسيح لحساب الكنيسة. ويسمى دهن الابتهاج فهو قَبِلَ أن يمسح بإبتهاج، يمسح ليكون الملك والكاهن والذبيحة (عب2:12) فهو مع ألامه التي لا ندركها كان فرحا بخلاصنا نحن البشر . ونحن رفقائه وبسبب أنه هو مُسِحَ صرنا مسيحيين لأننا به نُمسح لله بالروح القدس، فنتقدس أي نتكرس ونتخصص وتُفرز قلوبنا لحساب ملكوته، ويسكن فينا الروح القدس الذي حل على المسيح يوم المعمودية وكان هذا لحسابنا ليسكن في الكنيسة وفينا بالميرون (راجع أع37:10، 38) ومن ثماره الفرح فنبتهج حين يسكن في أعماقنا. وتنزع عنا روح الغم، ولكن هذا لمن يحب البر ويبغض الإثم.
أَكْثَرَ = فالمسيح حلَّ عليه الروح القدس كاملاً بأقنومه (حمامة كاملة) . أما على التلاميذ حل الروح القدس على شكل ألسنة نار منقسمة على كل واحد منهم فنحن البشر لسنا آلهة حتى يسكن فينا الروح بكامله كالمسيح. حقاً نحن مسكن للروح القدس ولكن نحن نأخذ منه ما نحتاج إليه فقط. وحينما حل الروح القدس على شكل حمامة فلأن الحمام يرجع دائماً إلى بيته (مثل حمامة نوح والحمام الزاجل). والروح حل على جسد المسيح الذي هو كنيسته ليقود الكنيسة دائماً إلى المسيح، فعمله هو أن يثبتنا في المسيح.