موضوع: اخر جزء مزمور 48 - تفسير سفر المزامير الثلاثاء فبراير 09, 2016 4:42 pm
الآيات (3-: "الله في قصورها يعرف ملجأ. لأنه هوذا الملوك اجتمعوا. مضوا جميعًا. لما رأوا بهتوا ارتاعوا فرّوا. أخذتهم الرعدة هناك. والمخاض كوالدة. بريح شرقية تكسر سفن ترشيش. كما سمعنا هكذا رأينا في مدينة رب الجنود في مدينة إلهنا. الله يثبّتها إلى الأبد. سلاه."
المسيح وسط كنيسته أماناً لها = هو مَلْجَأً.. وحينما اجتمع عليها أعداءها مَضَوْا جَمِيعًا = "شاول شاول لماذا تضطهدني". اَللهُ فِي قُصُورِهَا = حيث يسكن الملك يكون هذا المكان قصراً. والله يسكن في أولاده (يو23:14 + 1كو16:3) هو يسكن فينا فنكون قصر الملك الذي يحميه الملك، ويكون هو ملجأ لنا. والسبعينية ترجمت الآية "الله يُعرف في شرفاتها". فمن خلال حياة أولاده المقدسة يعرف العالم المسيح. وكل قوات الشر تقوم ضد الكنيسة. ويذكر المرنم أن معدات هجومهم سُفُنَ تَرْشِيشَ = أي السفن العظيمة القوية ولكن الله بريحه الجبارة يكسر معداتهم. ترشيش أغنى سواحل البحر. وهناك فاجأهم الْمَخَاضُ كَوَالِدَةٍ= هم اجتمعوا ليتشاوروا ضد الكنيسة ولكن حل عليهم رعب الله فجأة. ولكن بعد المخاض يولد طفل جديد. فمن هؤلاء الأمم يخرج أولاد لله، كما حدث مع الدولة الرومانية فلقد هاجمت بكل قوتها المسيحية، وفاجأها الله بضرباته ليخرج الوليد الجديد، أي الدولة الرومانية المسيحية فمن يقبل تأديب الله بخوف يتحول لإبن لله. ولكن بألام كالمخاض . كَمَا سَمِعْنَا هكَذَا رَأَيْنَا = لقد سمعنا عن أعمال الله العجيبة مع شعبه في خروجه من مصر ودخوله كنعان. "ويسوع المسيح هو هو أمس واليوم وإلى الأبد". وهو يحمي شعبه دائماً.
الآيات (9-14):" ذكرنا يا الله رحمتك في وسط هيكلك. نظير اسمك يا الله تسبيحك إلى أقاصي الأرض. يمينك ملآنة برًا. يفرح جبل صهيون تبتهج بنات يهوذا من أجل أحكامك. طوفوا بصهيون ودوروا حولها. عدوّا أبراجها. ضعوا قلوبكم على متارسها. تأملوا قصورها لكي تحدثوا بها جيلًا آخر. لأن الله هذا هو إلهنا إلى الدهر والأبد. هو يهدينا حتى إلى الموت."
هنا نرى الكنيسة الفرحة بعريسها تسبحه وتعظمه وتذكر أعماله بالتهليل لأنه حفظها وحماها. ونلاحظ أن الضيق لا يفقدها سلامها. نَظِيرُ اسْمِكَ يَا اَللهُ تَسْبِيحُكَ. الاسم يشير لجوهر الإنسان وطبعه. واسم الله يشير لقوته وجبروته وعظمته ومحبته وحمايته لكنيسته. فصلاحك يا رب هو من جوهرك. وأعمالك يا رب وكلها صلاح هي طبيعتك. فأنت يا رب صانع خيرات وهذا طبعك ولهذا نسبحك.. "فلنشكر صانع الخيرات" اذاً نظِيرُ اسْمِكَ = في مقابل كل اعمال مراحمك لكل الشعوب وبقوة وقدرة تَسْبِيحُكَ إِلَى أَقَاصِي الأَرْضِ
عدوا أبراجها = الأبراج العالية التي يقيمها روح الله لكي يختفي فيها المؤمنون ويتحصنون من ضربات العدو. أي إحصوا معاملات الله العجيبة في حماية أولاده وخبروا بها.