موضوع: اخر جزء تفسير مزمور 57 السبت مارس 26, 2016 6:44 pm
آية (6): "هيأوا شبكة لخطواتي. انحنت نفسي. حفروا قدامي حفرة. سقطوا في وسطها. سلاه."
حين رأى المرتل مؤامرات الأعداء لإصطياده =شبكة / حفرة وإنحنت نفسه من أحزانه (حفرة مخفية كشرك ليوقعوه فيها). ولكنهم سقطوا هم فيها (هامان).
وهذا ما حدث مع المسيح في هذه الساعة، إذ نجحت وقتيًا خطة الأشرار وصلبوه. . وكان في حزن عظيم "نفسي حزينة إلى الموت". سقطوا في وسطها= وهذا ما حدث مع المسيح حين أتى إبليس وجنوده ليقبضوا علي روح المسيح فإذ به يقبض هو عليهم. ويقيدهم ألف سنة. وهذا ما حدث مع داود وشاول، فسقط شاول في يد داود.
آية (7): "ثابت قلبي يا الله ثابت قلبي أغنى وأرنم."
ثَابِتٌ قَلْبِي = "وحين تمت الأيام لإرتفاعه ثَبَّت وجهه لينطلق إلى أورشليم" (لو9: 51) + "أيها الآب نجنى من هذه الساعة. ولكن لأجل هذه الساعة أتيت" (يو12: 27). نرى الرب هنا متجها بثبات للصليب. وتعنى أن قلبي ثابت لم يتزعزع أثناء مقاومة الأعداء لي، بل كنت أغني وأرنم فهو في فرح لأنه سيتمم الخلاص للإنسان الذي يحبه. والقديس أثناسيوس الرسولي يفسر ثابت قلبي (مستعد حسب السبعينية) أن قلبه (قلب أثناسيوس) مستعد لحلول الروح القدس الذي يعلمه الترنيم والتسبيح. والروح القدس حلَّ علينا بعد أن تم عمل المسيح الفدائي.
آية (: "استيقظ يا مجدي. استيقظي يا رباب ويا عود أنا أستيقظ سحرًا."
استيقظ يا مجدي = "استيقظي يا نفسي" (سبعينية) إشارة لمجد الله الذي ظهر في إقامة المسيح، وفي معونة من التجأ إليه. وفي حلول الروح الذي أعطانا حياة التسبيح. أنا أستيقظ سحرًا (مبكرًا) سبعينية. فالمسيح قام فجر الأحد. وكل من حل عليه روح الله وامتلأ به يستيقظ مبكرًا ولا يتغافل ويقوم ليرنم.
الآيات (9-11): "أحمدك بين الشعوب يا رب أرنم لك بين الأمم. لأن رحمتك قد عظمت إلى السموات وإلى الغمام حقك. ارتفع اللهم على السموات. ليرتفع على كل الأرض مجدك."
أرنم لك بين الأمم= هذه بروح النبوة، فمزامير داود ترتل بها كل الأمم الآن. رحمتك عظمت إلى السموات= رحمة الله رفعت الإنسان الترابي إلى السماء فسبحت الملائكة السمائيين الله على عمله العجيب. وإلى الغمام حقك = طلب داود هنا أن يرتفع الله ويتعالي أعلى من السموات والسحاب، أي عاليًا جدًا ويري مجده كل الشعوب. والغمام أو السحاب يشير للقديسين (أش1:19 إشارة للعذراء + عب1:12) فكل من عاش حياة مقدسة يشبه بالسحاب لأنه أرتفع عن الأرضيات. ومراحم الله تشبه بالمطر المتساقط على البشر يعطيهم الخير. ليرتفع على كل الأرض مجدك = إيمان كل الأرض.