هذا المزمور تقريبًا هو نفس المزمور (14) مع فارق طفيف في الكلمات. وحين يكرر الوحي نفس الكلمات مرتين فذلك حتى يكون هناك شاهدين علينا أن الله قد حذَّر وأنذر من عقوبات الخاطئ الجاهل، الذي يتمادى في خطاياه مبررًا ذلك بأن الله لا يرى ولن يعاقب. الله يكرر لعلنا نخجل، فالجاهل يقول لا إله ويخطئ، أما نحن فنؤمن بالله ومع هذا نخطئ. والفارق بين المزمورين نجده في (5:14، 6 مع 5:53).
آية (5): "هناك خافوا خوفًا ولم يكن خوف لأن الله قد بدد عظام محاصرك. أخزيتهم لأن الله قد رفضهم."
أعداء الله يلقي عليهم الله خوفًا ورعبًا في قلوبهم، ربما لا يكون ظاهرًا لهم سببًا لهذا الخوف = ولم يكن خوف. ولكن تجدهم في رعب كما حدث مع المصريين وهم يطاردون الشعب مع موسى. ودائمًا فهناك خوف في قلب الخاطئ، هناك خوف لكل من يقف ضد الله وشعبه، الخوف ناشئ عن ضمائرهم المذنبة. لأن الله قد بدد عظام محاصرك = الله سمح بضربة لجيش أشور الذي حاصر شعبه في أورشليم وأهلك 185,000 من هذا الجيش تبعثرت عظامهم حول المدينة. وبعد أن كان ربشاقي يسخر من الله ومن شعب الله صار سخرية لشعب الله = أخزيتهم لأن الله قد رفضهم = فهل نخاف ممن سيخزيه الله ومن ألقي الله رعبًا في قلبه. ونرى في هذه الآية سببًا لرعب الأعداء أن الله يعرض أمام قلوبهم صورة لضرباته المرعبة ضد شعبه فيرتعبون.