موضوع: اخر جزء مزمور 56 - تفسير سفر المزامير الأربعاء مارس 23, 2016 11:07 pm
آية (5): "اليوم كله يحرفون كلامي. عليّ كل أفكارهم بالشر."
رجال شاول حرفوا كلام داود ليثيروا شاول ضده، وهكذا فعل اليهود مع المسيح.
آية (6): "يجتمعون يختفون يلاحظون خطواتي عندما ترصّدوا نفسي."
هم يجتمعون خفية ويتآمرون ضدي، يترصدون خطواتي ليهلكوا نفسي.
آية (7): "على إثمهم جازهم. بغضب اخضع الشعوب يا الله."
هذه بروح النبوة، فالله يخضع كل الأشرار. وخاصة اليهود الذين صلبوا المسيح.
آية (: "تيهاني راقبت. اجعل أنت دموعي في زقّك. أما هي في سفرك."
تَيَهَانِي رَاقَبْتَ = هو يشعر أنه حتى في توهانه في جت، وفي هروبه من شاول، أن عين الله عليه ويحفظه. وهو يشعر أن الله في كل ضيقته تضايق وأن الله رأي دموعه وهو يذكر كل الآلام التي وقعت عليه، وسيعوضه خيراً لذلك يقول= اجْعَلْ أَنْتَ دُمُوعِي فِي زِقِّكَ. ومتى يحفظ الله دموعنا في زق عنده؟ حينما نبكي أمامه في صلواتنا، ولا نبكي أمام الناس ونشتكي لهم، أو نبكي على ضياع شيء جسداني تافه في روح تذمر على الله. ولقد كان للمصريين والرومان آنية صغيرة يحفظون فيها دموعهم كتذكار محبة لمن بكوا من أجله. وداود لم يلجأ لحفظ دموعه في إناء ينكسر بل أراد أن يحفظها عند الله. والزق إناء جلدي يحفظون فيه الخمور. وداود ربما أراد في تسابيحه وصراخه لله أن يفرح قلبه بأنه له وهو لا يلجأ إلى سواه. . لقد حفظ الله في زق عنده دموع المرأة الخاطئة، وكانت أمامه أثمن من أي طيب. والدموع تغلب الله (نش5:6). والله كتب آلامه في سِفْر لا يصل إليه أحد أي أن الله لن ينسى له كل هذه الألام.
آية (9): "حينئذ ترتد أعدائي إلى الوراء في يوم أدعوك فيه. هذا قد علمته لأن الله لي."
طالما أن عينا الله تراقبه وعنايته تحيطه فلن يتمكن أعداؤه منه.
آية (12): "اللهم عليّ نذورك. أوفي ذبائح شكر لك."
وصل هنا إيمان النبي إلى الذروة، لقد رأى أن الله سيعيده لأورشليم منتصرًا على أعدائه فيوفي نذوره ويقدم ذبائح شكر لله.
آية (13): "لأنك نجيت نفسي من الموت. نعم ورجليّ من الزلق لكي أسير قدام الله في نور الأحياء."
الله نجاه من الموت. وأنقذ رجليه من الزلق= انحرافه لعبادة آلهة جت . أسير قدام الله في نور الأحياء= المرنم يقصد المعنى المباشر أنه سيعود حيًا إلى أورشليم. ولكن الآية تشير لما هو أبعد من هذا. فهي تشير للخلاص الذي قدمه لنا المسيح الذي نجى نفوسنا من الموت فهو بموته داس الموت. وهو أعطانا أن نغلب الخطية ولا ننزلق فيها وفي طرقها. وأعطانا حياة أبدية في نور الأحياء حيث يكون المسيح هو نور أورشليم السماوية.