موضوع: اخر جزء مزمور 58 - تفسير سفر المزامير الأربعاء أبريل 06, 2016 11:00 pm
آية (6): "اللهم كسّر أسنانهم في أفواههم. أهشم أضراس الأشبال يا رب."
طالما لا أمل في إصلاحهم فالمرنم يطلب عقابهم حتى لا يستمروا في أذيتهم للأبرياء وأسنانهم وأضراسهم إشارة لفمهم الذي يطلق الأكاذيب وينهشون بها سمعة الأبرياء فيحطمونهم، فالأشبال تطحن الفريسة بأضراسها. وكسر أسنانهم= أن تذهب عنهم قوتهم.
آية (7): "ليذوبوا كالماء ليذهبوا. إذا فوّق سهامه فلتنب."
الماء إذا انسكب على الأرض لا يمكن جمعه ثانية. والمرنم يطلب أن تذهب عنهم قوتهم حتى لا يتسببوا في أذية أحد. وإِذَا فَوَّقَ سِهَامَهُ = فوَّق أي وضع السهم على وتر القوس وشَدّ الوتر ، أي مستعد لإطلاقه على الأبرياء. فَلْتَنْبُ = أي تتكسر ولا تصيب أحد.
آية (: "كما يذوب الحلزون ماشيًا. مثل سقط المرأة لا يعاينوا الشمس."
كَمَا يَذُوبُ الْحَلَزُونُ مَاشِيًا = الحلزون هو القوقع. وهذا يفرز مادة لزجة، وبينما هو يسير تستهلك تلك المادة اللزجة ويتركها وراءه، وبالطبع مع الوقت ستستهلك تلك المادة ويستهلك القوقع بالتالي (أصل كلمة القوقع المستخدمة هنا فقط في الكتاب المقدس تشير لفتاة تجرجر ذيل فستانها وراءها. فهذا القوقع يترك على الأرض في سيره مادته اللزجة حتى يجف وينتهي ويموت). وصلاة المرنم أن يضمحل هؤلاء الأشرار هكذا. بل ليتهم لا يولدون. . أو يكونون مِثْلَ سِقْطِ الْمَرْأَةِ الذي يموت قبل أن يولد. أو يا ليت خططهم ومؤامراتهم لا تولد.
آية (9): "قبل أن تشعر قدوركم بالشوك نيئًا أو محروقًا يجرفهم."
الشوك سريع الاشتعال ولا يبقي كثيرًا أمام النار. وهؤلاء الأشرار يا رب فلتجعلهم كالشوك ينتهون، ينتهون قبل أن تشعر القدر بنارهم. نيئًا أو محروقًا = الشوك أمام النار يشتعل سواء كان جافًا أو مازال في خضرته. والمعنى فلتبيدهم يا رب سواء كانوا في بداية مؤامراتهم أو إذا كانت مؤامراتهم وشرورهم قد نضجت.
آية (10): "يفرح الصدّيق إذ رأى النقمة. يغسل خطواته بدم الشرير."
فرح الصديق بهلاك الأشرار راجع لأنه رأى قداسة الله وعدم رضاه على الشر فيتشجع لأنه يسير في طريق الله، ولأن الله يحب طريق الحق. فنجاح طريق الشرير يدفع البار للحزن ويضعف قلبه، وحين يرى عدل لله يزداد ثقة في أن الله لا يرضى بالظلم. يغسل خطواته بدم الشرير= الصديق حين يرى عقوبة الشرير أن الله انتقم منه يخاف بالأكثر فيطهر أعماله خوفًا من أن تكون له نفس عقوبته.
آية (11): "ويقول الإنسان أن للصديق ثمرًا. أنه يوجد إله قاض في الأرض."
من ظن أنه ليس هناك مكافأة لمن يعمل أعمالًا صالحة، أو ظن أنه لا عقاب للشرير، الآن بعد عقاب الشرير سيعرف أن الله يكافئ البار ويعاقب الشرير.