نرى في هذا المزمور رجال شاول يحاصرون داود وزوجته ميكال تخدعهم وتنزله من الكوة. وداود كان في هذا رمزًا للمسيح الذي نجاه الله بقيامته. وما ناله أعداء داود من عقاب مثال لما حدث لليهود وسيحدث لهم في يوم القضاء. ونحن حين نرتل هذه المزامير نذكر إبليس عدونا ونهايته المنتظرة. ومن أعدائنا الأقوياء الشهوة والخطية.
الآيات (1-5): "أنقذني من أعدائي يا الهي. من مقاوميّ احمني. نجني من فاعلي الإثم ومن رجال الدماء خلصني. لأنهم يكمنون لنفسي. الأقوياء يجتمعون علي لا لاثمي ولا لخطيتي يا رب. بلا إثم مني يجرون ويعدّون أنفسهم. استيقظ إلى لقائي وانظر. وأنت يا رب إله الجنود إله إسرائيل انتبه لتطالب كل الأمم. كل غادر أثيم لا ترحم. سلاه."
صلاة للخلاص من الأعداء الأقوياء. وهذا ما فعله ويفعله المسيح لنا، فهو يحمينا من الأعداء الأقوياء= (شاول/ إبليس..) وقوله لا لإثمي= يشير إلى أنه لم يخطئ إليهم، لكنهم يهاجمونه بلا سبب. ويعدون أنفسهم للفتك بي. استيقظ= هذا ما قاله التلاميذ للمسيح إذ ظنوه نائمًا في السفينة لا يهمه أمر غرقهم. الأمم= المقصود بهم الأمم الوثنية أي من يعبدون الشياطين. وهو ضم شاول ورجاله لهؤلاء فإبليس هو أبوهم وقائدهم. إنتبه= أي دع الإمهال وطول الأناة.
الآيات (6، 7): "يعودون عند المساء يهرّون مثل الكلب ويدورون في المدينة. هوذا يبقّون بأفواههم. سيوف في شفاههم. لأنهم يقولون من سامع."
يهرّون مثل الكلب= التشبيه هنا بصياد يرسل كلابه وراء الفريسة. والصياد هو شاول الملك. وقوله يهرّون أي يصدرون أصوات خافتة كما ينبح الكلب بصوت خافت، وذلك لأنهم يخافون أن يهرب منهم داود. وتشبيه الأعداء بالكلاب (راجع مز22) يعودون عند المساء= الليل يشير للخطية التي هم فيها. هوذا يبقون بأفواهم= أي يتجشأون بأفواههم (يبقون = يملئون فمهم هواء ويفرغونه بقوة). والمعنى أنهم يخرجون من أفواههم فيض من الشر الذي كالسيوف لأنهم يقولون من سامع= هم في جبروتهم يقولون لن يسمع أحد صراخ المظلوم.