الآيات (14، 15): "ويعودون عند المساء يهرّون مثل الكلب ويدورون في المدينة. هم يتيهون للأكل. أن لم يشبعوا ويبيتوا."
الآية (14) هي تكرار للآية (6) ولكن آية (15) تختلف عن آية (7). والفارق بين الحالتين، هو الفارق بين اليهود وهم يدبرون مؤامرتهم ضد المسيح وهم في قوتهم شاعرين أنهم قادرين أن يفعلوا به ما يريدون، وبين اليهود حين تشتتوا وفارقهم الله ففارقتهم قوتهم ورأوا الكنيسة التي يشبعها الله وهم في حالة جوع. في الأول كان لهم سيوف ويبقون بأفواههم. وفي الثاني مشتتين= هم يتيهون للأكل إن لم يشبعوا ويبيتوا= تترجم ويحسدون ويتذمرون إذ لا يجدون شبعهم.
الآيات (16، 17): "أما أنا فاغني بقوتك وأرنم بالغداة برحمتك لأنك كنت ملجأ لي ومناصًا في يوم ضيقي. يا قوتي لك أرنم لأن الله ملجأي إله رحمتي."
وَأُرَنِّمُ بِالْغَدَاةِ = أي في الصباح وقارن مع الأعداء الذين يعودون عند المساء (آية 6). ونصيب أولاد الله هو المسيح شمس البر نورهم. ونصيب الأشرار سلطان الظلمة أي إبليس. ومن هم في نور المسيح لا يكفوا عن التسبيح. ولكن هو الآن يرنم في هذا المزمور فيكون معنى قوله وأرنم بالغداة = أنه سيستمر في الترنيم وتسبيح الله كل صباح طول العمر.